والدعاء يضم كل المعنى، فهو يتضمن الولاية، ويتضمن النصرة، ويتضمن عدم الخذلان وعدم العداوة التي هي تقابل الولاية.
والدعاء جعل المرء بين اثنين: بين الولاية وبين العداوة ولم يكن لهما ثالث فمن لا يوالي أصبح معاديا، ومن لا يعادي لا بد أن يوالي.
وهذه من طبيعة الولاية الإسلامية فمن لا يدخل فيها هو معادي لها لأنها فرض، وترك الفرض نقض له، ومحاربته أيضا نقض ولكن بشكل أشد.
وكذلك بالنسبة للنصرة والخذلان، فإن الدعاء حصر الخيار بينهما وذلك لما بيناه من أن النصرة إذا كانت بهذا المستوى من القوة وبهذا المستوى من الغرض والأمر الإلهي يكون تركها والإعراض عنها أو عدم التلبس بها والحضور والاستعداد والمبادرة لعرضها بين يدي صاحبها - خاصة عند الحاجة - خذلانا.
والكثير من الروايات تذكر الحب والبغض في الدعاء وبنفس المستوى فهو بين خيارين أيضا، لأن انصراف النفس عن حب الأمر المقدس المأمور بحبه بدرجة الأمر بحب الله ورسوله صلى الله عليه وآله لا يكون حيادا وإنما هو كاشف عن دوافع مضاده للحب أقوى من دافع الحب وقد تغلب عليه وطغى.
ثم إن ذكر الدعاء لهذه المعاني كلها يدل على المغايرة فيما بينها وبين معنى الولاية، وأنها ذات علاقة بالولاية، فدعا أولا لمن يتمسك بالولاية وعلى من يتخلى عنها ويقع في حيز المضاد لها وهو " العداوة ".
ثم دعا لمن يؤدي حق الولاية أو من يتمسك بالمصداق الصعب من مصاديقها وهو النصرة وخاصة المبادرة إليها ودعا على من يتخلى عن هذا المصداق ويقع في حيز المضاد له وهو الخذلان وعدم المبادرة.