ودعا أيضا لمن يتمسك بشعوره ووجدانه بجانب من الولاية له أثر كبير في تكوين الدافع الباعث نحو باقي الجوانب وهو جانب العاطفة وحب الولاية وصاحبها ودعا على من ينسلخ من هذا الجانب ويتلبس بضده وهو البغض الذي يدفعه إلى مخالفة الأمر الإلهي والتخلي عن الولاية.
وتهنئة الخليفة عمر بن الخطاب فهي جديرة بالتأمل والدراسة أيضا فإن فيها جوانب ملفتة للنظر.
منها أسلوبه فيها وتأكيده على نفسه " أصبحت مولاي " وأسلوبها من جانب آخر ينم على أمر في نفس الفاروق ويمكن اعتبارها من علائم وجود تحرك يعلم تفاصيله أو له علاقة به.
ومن الأمور الملفتة للنظر فيها هذا الاهتمام من قبل الصحابة والتابعين المعايشين لتلك الأحداث في نقلها وإبرازها بشكل خاص يتميز عن عامة المسلمين الذين كانوا يعدون بعشرات الآلاف في تلك الحادثة.
ولعل أحد دواعي ذكر الخليفة شخصيا والتأكيد عليه بهذه الكثرة هو موقفه العنيف المتصلب ضد ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام ودوره الكبير في تجميدها وصرف الناس عنها والالتفاف عليها وإصراره على هذا الموقف وهذا الدور إلى آخر لحظة من حياته طيلة هذه السنوات العديدة.