والإسلام، وذكرهما بيعتهما عليا عليه السلام.
فقالا: نحن نطلب بدم عثمان، فقال لهما: وما أنتما وذاك؟ أين بنوه وابن عمه الذين هم أحق به منكم؟
كلا والله ولكنكما حسدتماه حيث اجتمع الناس عليه، وكنتما ترجوان هذا الأمر وتعملان له، وهل كان أحد أشد الناس على عثمان منكما؟ فشتماه شتما قبيحا وذكرا أمه.
فقال للزبير: أما والله لولا صفية ومكانها من رسول الله صلى الله عليه وآله فإنها أدنتك إلى الظل.
وإن الأمر بيني وبينك يا بن الصعبة - يعني طلحة - أعظم من القول، لأعلمتكما من أمركما ما يسوؤكما.
اللهم إني قد أعذرت إلى هذين الرجلين، ثم حمل عليهم، واقتتل الناس قتالا شديدا، ثم تحاجزوا واصطلحوا على أن يكتب بينهما كتاب صلح.
فكتب: هذا ما اصطلح عليه عثمان بن حنيف الأنصاري ومن معه من المؤمنين من شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام وطلحة والزبير ومن معهما من المسلمين من شيعتهما أن لعثمان بن حنيف دار الإمارة والرحبة والمسجد وبيت المال والمنبر، وأن لطلحة والزبير ومن معهما أن ينزلوا حيث شاؤوا من البصرة ولا يضار بعضهم بعضا في طريق ولا فرضة ولا سوق ولا شريعة ولا مرفق حتى يقدم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فإن أحبوا دخلوا فيما دخلت فيه الأمة وإن أحبوا ألحق كل قوم بهواهم وما أحبوا من قتال أو سلم أو خروج أو إقامة، وعلى الفريقين بما كتبوا عهد الله وميثاقه وأشد ما أخذه على نبي من