أنبيائه من عهد وذمة، وختم الكتاب.
ورجع عثمان بن حنيف حتى دخل دار الإمارة، وقال لأصحابه: ألحقوا رحمكم الله بأهلكم، وضعوا سلاحكم، وداووا جرحاكم، فمكثوا كذلك أياما.
ثم إن طلحة والزبير، قالا: إن قدم علي عليه السلام ونحن على هذه الحالة من الضعف والقلة ليأخذن بأعناقنا.
فأجمعا على مراسلة القبائل، واستمالة العرب، فأرسلا إلى وجوه الناس وأهل الرياسة والشرف يدعونهم إلى الطلب بدم عثمان وخلع علي عليه السلام وإخراج ابن حنيف من البصرة.
فبايعهم على ذلك الأزد، وضبة، وقيس بن عيلان كلها إلا الرجل والرجلين من القبيلة كرهوا أمرهم فتواروا عنهم، وأرسلوا إلى هلال بن وكيع التميمي فلم يأتهم، فجاءه طلحة والزبير إلى داره فتوارى عنهما، فقالت له أمه:
ما رأيت مثلك؟ أتاك شيخا قريش فتواريت عنهما، فلم تزل به حتى ظهر لهما وبايعهما ومعه بنو عمرو بن تميم كلهم وبنو حنظلة إلا بني يربوع فإن عامتهم كانوا شيعة لعلي عليه السلام وبايعهم بنو دارم كلهم إلا نفرا من بني مجاشع ذوي دين وفضل.
فلما استوسق لطلحة والزبير أمرهما خرجا في ليلة مظلمة ذات ريح ومطر ومعهما أصحابهما قد لبسوا الدروع وظاهروا فوقها بالثياب فانتهوا إلى المسجد وقت صلاة الفجر.
وقد سبقهم عثمان بن حنيف رضي الله عنه إليه وأقيمت الصلاة فتقدم عثمان ليصلي بهم فأخره أصحاب طلحة والزبير.