هل ترون ما أرى؟ إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر (1).
مقتل جني بيد زوجة النبي (صلى الله عليه وآله) كانت أم المؤمنين عائشة تتوسل بالقوة لحل المعضلات وتضرب بيد من حديد كل من يخالف منهجها وأهدافها كائنا من كان.
لذلك تصادمت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومع علي (عليه السلام) ومع فاطمة (عليها السلام) ومع غيرهم فرحموها استنادا إلى منهجهم في إدارة الأحداث، إذ لم تكن عائشة تتصور بأن عليا (عليه السلام) سيتعامل معها بلطف عال بعد معركة الجمل، رغم سجلها الخطير في معارضة أهل البيت (عليهم السلام) ومحاولاتها في تحطيهم أطروحاتهم.
ففي رواية " كان جان يطلع على عائشة، فحرجت عليه مرة بعد مرة فأبى إلا أن يظهر، فعدت عليه بحديدة فقتلته.
فأتيت في منامها، فقيل لها: أقتلت فلانا وقد شهد بدرا، وكان لا يطلع عليك لا حاسرا ولا متجردة، إلا أنه كان يسمع حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأخذ منها ما تقدم وما تأخر، فذكرت ذلك لأبيها. فقال: تصدقي باثني عشر ألف ديته " (2). بعد قراءتنا لهذه الرواية نفهم بأن عائشة قد قتلت شخصا مسلما، قد اشترك في معركة بدر إلى جنب رسول الله (صلى الله عليه وآله).