إن أحاديث المناقب الموجودة في كتب الحديث والسيرة لمدح أفراد الحزب القرشي ليس لها أصل، بل وضعها الأمويون لصالح رفاقهم وكرها لأهل البيت (عليهم السلام).
إذ قال ابن أبي الحديد: " فظهر حديث كثير موضوع وبهتان منتشر " (1).
وقال الجاحظ والسيوطي بأن الأحاديث الواردة في مدح أبي بكر من الموضوعات (2).
وكتب معاوية بن أبي سفيان إلى الأمصار لتدوين الأحاديث الموضوعة في فضل عثمان بن عفان قائلا:
" أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه وأهل بيته، والذين يروون فضائله ومناقبه فأدنوا مجالسهم وقربوهم وأكرموهم ".
ثم كتب معاوية إلى عماله أن الحديث في عثمان قد كثر وفشا في كل مصر وفي كل وجه وناحية فإذا جاءكم كتابي هذا فادعو الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأولين، ولا تتركوا خبرا من المسلمين في أبي تراب إلا وائتوني بمناقض له في الصحابة، فإن هذا أحب إلي وأقر لعيني، وادحض لحجة أبي تراب وشيعته، وأشد عليهم من مناقب عثمان (3).
فكثرت الأحاديث الموضوعة في فضل أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية وغيرهم من أفراد الحزب القرشي حسدا لأهل البيت (عليهم السلام).