رأى سالم مولى أبي حذيفة أبا بكر وعمر وأبا عبيدة يسار بعضهم بعضا فوقف عليهم وقال: أليس قد أمر رسول الله أن لا يجتمع ثلاثة نفر من الناس على سر، والله لتخبروني عما أنتم وإلا أتيت رسول الله حتى أخبره بذلك منكم، فقال أبو بكر يا سالم عليك عهد الله وميثاقه ولئن نحن خبرناك بالذي نحن فيه وإنما اجتمعنا له فأن أحببت أن تدخل معنا فيه دخلت وكنت رجلا منا وإن كرهت ذلك كتمته علينا، فقال سالم: ذلك لكم مني وأعطاهم بذلك عهده وميثاقه وكان سالم شديد البغض والعداوة لعلي بن أبي طالب (عليه السلام)، وعرفوا ذلك منه فقالوا له: إنا قد اجتمعنا على أن نتحالف ونتعاقد على أن لا نطيع محمدا فيما فرض علينا من ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) بعده.
فقال لهم سالم: عليكم عهد الله وميثاقه، إن في هذا الأمر كنتم تخوضون وتتناجون.
قالوا: أجل علينا عهد الله وميثاقه إنما كان في هذا الأمر بعينه لا في شئ سواه.
قال سالم: وأنا والله أول من يعاقدكم على هذا الأمر ولا يخالفكم عليه، إنه والله ما طلعت الشمس على أهل بيت أبغض إلي من بني هاشم، ولا في بني هاشم أبغض إلي ولا أمقت من علي بن أبي طالب (عليه السلام) فاصنعوا في هذا الأمر ما بدا لكم، فإني واحد منكم، فتعاقدوا من وقتهم على هذا الأمر ثم تفرقوا (1).