بيد وحرك شفتيه بيده الأخرى ثم سقاه. فلما شربه قال: هيئوني للصلاة. فطرح في حجره منديل. فوضأه الصبي واحدة واحدة ومسح على رأسه وقدميه.
فقال له أبو محمد: أبشر يا بني فأنت صاحب الزمان وأنت المهدي وأنت حجة الله على أرضه وأنت ولدي ووصيي وأنا ولدتك وأنت (م ح م د) ابن الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ولدك رسول الله وأنت خاتم الأئمة الطاهرين وبشر بك رسول الله وسماك وكناك. بذلك عهد إلي أبي عن آبائك الطاهرين صلى الله على أهل البيت ربنا إنه حميد مجيد. ومات الحسن بن علي من وقته.
هذا ما رواه أبو إسماعيل عن عقيد الخادم. وقد ورد في عدة كتب مشهورة استنادا على الشيخ الطوسي.
ويظهر أن الصبي اختفى نحو هذا الوقت أو غاب. وورد في كتاب " جنات الخلود " أنه غاب في داره التي ورثها عن أبيه في سرداب بسامرا بذلك البيت يوصل إليه بدرجات وكان ذلك السرداب المكان الذي يختفي به هو وأبوه من أذى الطغاة إذا أرادا التعبد. وكان عمره عند غيبته نحو ست أو سبع أو تسع سنوات وبضعة أشهر وبضعة أيام على اختلاف الروايات.
ولا يذكر كتاب " عقائد الشيعة " (المشكاة الرابع) الصورة التي غاب فيها إلا أنه يذكر بأن القول بعدم ولادة الإمام خطأ وكذلك القول بأنه ولد ومات في حياة أبيه خطأ أيضا، ولذلك وجب أن نعتقد بأنه ولد وأنه حي إلا أنه غائب وأنه سيظهر في آخر الزمان إن شاء الله.
وبينما نرى أن الاعتقاد عند الشيعة اليوم، وهو يتفق على ما ذكره الأقدمون بأنه غاب في سامراء، إلا أنه في القرن السابع أو الثامن الهجري (نحو 400 سنة بعد) الغيبة قيل بأنه غاب في الحلة.
وقد كان ابن خلدون وابن خلكان وابن بطوطة على هذا الرأي، فيذكرون ابن خلدون