شرح إحقاق الحق - السيد المرعشي - ج ٢٧ - الصفحة ٤٧٠
(عن ابن الجوزي) 1).
١) قال العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن جرادة المولود ٥٨٨ والمتوفى ٦٦٠ في " بغية الطلب في تاريخ حلب " (ج ٦ ص ٢٥٩٤ ط دمشق) قال:
أخبرنا أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي الحافظ، قال: أخبرنا أبو الحسن مسعود بن أبي منصور بن محمد بن الحسن الحمال، قال: أخبرنا أبو منصور محمود بن إسماعيل الصيرفي، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاه، قال:
أخبرنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني اللخمي، قال: حدثنا أبو شعيب الحراني، قال: حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا عمرو بن ثابت، قال:
سمعت سكينة بنت الحسين تقول: عوتب أبي الحسين بن علي في أمي، فقال أبي الحسين:
لعمرك إنني لأحب دارا * تضيفها سكينة والرباب أحبهم وأبذل جل مالي * وليس للائم فيها عتاب ولست لهم وإن غضبوا مطيعا * حياتي أو يغيبني التراب وقد ذكرنا في ترجمة الرباب في آخر الكتاب أنها كانت مع الحسين رضي الله عنه يوم الطف، وأنها رجعت إلى المدينة مصابة مع من رجع، فخطبها الأشراف من قريش فقالت:
والله لا يكون لي حمو آخر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعاشت بعده سنة لم يظلها سقف بيت حتى بليت وماتت كمدا.
وقال الفاضل الدكتور محمد جميل غازي في " استشهاد الحسين " (ص 147 ط مطبعة المدني بمصر) ومما أنشد الزبير بن بكار من شعره في امرأته الرباب بنت أنيف، ويقال: بنت امرئ القيس بن عدي الكلبي أم ابنته سكينة:
لعمرك إنني لأحب دارا * تحل بها سكينة والرباب أحبهما وأبذل جل مالي * وليس للائمي فيها عتاب ولست لهم وإن عتبوا مطيعا * حياتي أو يغيبني التراب وقد أسلم أبوها على يد عمر بن الخطاب، وأمره عمر على قومه، فلما خرج من عنده خطب إليه علي بن أبي طالب أن يزوج ابنه الحسن أو الحسين من بناته، فزوج الحسن ابنته سلمى، والحسين ابنته الرباب، وزوج عليا ابنته الثالثة، وهي المحياة بنت امرئ القيس في ساعة واحدة فأحب الحسين زوجته الرباب حبا شديدا، وكان بها معجبا يقول فيها الشعر، ولما قتلبكربلاء كانت معه فوجدت عليه وجدا شديدا، وذكر أنها أقامت على قبره سنة، ثم انصرفت وهي تقول:
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما * ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر وقد خطبها بعده خلق كثير من أشراف قريش، فقالت: ما كنت لاتخذ حموا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووالله لا يؤويني ورجلا بعد الحسين سقف أبدا. ولم تزل عليه كمدة حتى ماتت، ويقال: إنها إنما عاشت بعده أياما يسيرة، فالله أعلم، وابنتها سكينة بنت الحسين كانت من أجمل النساء، حتى إنه لم يكن في زمانها أحسن منها. والله أعلم.