حليف مخزوم (عمار بن ياسر) - صدر الدين شرف الدين - الصفحة ٤٤
حدثوني أفهم عني ابن خلف أم هو بحاجة إلى مزيد إيضاح؟
على أنني لولا ابن أخي عمرو لما وجدني محمد إلا حيث يحب، فوالذي أحلف به لقد سمعته، وما سمعت أعذب ولا أصفى ولا أندى، ولا أحب مما سمعته منه، ولقد رأيته فما رأيته أحق بالتصديق في وقت منه به وهو يدعو إلى ما يدعو إليه، ولكن عمرا أبى فأبيت.
وحاول أمية بن خلف أن يتكلم فسبقه عتبة فقال: أبو خالد أشبع القول، وأحكمه ووفق فيه إلى أبعد الصواب، ولقد سمعت ما سمع، ورأيت ما رأى، فوجدت في محمد ما وجد، ولا أعتذر مما رماني به ابن خلف ولا أرجع عنه، نصحت إلى قومي - وما أنا بالذي يفارقهم في حال - أن يخلوا بين الرجل وبين ما هو فيه، واخترت لهم سلامة الحياد، وتل العزلة، موقنا بأن القول الذي سمعته منه سيحدث صدى في أوساط العرب، فإن تصبه كفتنا شره، وإن انتصر هو على العرب فملكه ملكنا، وعزه عزنا، ويومئذ نكون به أسد الناس، فما كان جوابهم إلا قولهم: سحرك الساحر وأقسم ما هو بساحر، ولكنه يقول قولا ما سمعنا مثله قط.
وقال ثعلب قريش النضر بن الحرث: يا معشر قريش إنه نزل بكم خطب ما أتيتم له بحيلة بد، كان محمد فيكم غلاما حدثا، وكان أرضاكم لكم: أصدقكم حديثا، وأعظمكم أمانة، حتى إذا ابيض صدغه، ووخط الشيب عارضيه، وجاءكم بما جاءكم به كذبتموه، والله خصمكم عند الناس، وخصمتم
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»
الفهرست