وورد (1) تفسيرها عندهم بعلي (عليه السلام) وأنه لا يجوز على الصراط إلا [من] عنده براءة من علي (عليه السلام)، والأحاديث السالفة تتضمن هذه فراجعها بتأمل، والعقل إنما يبين ويهدي بالنفس وسمعت قول الله تعالى فيه: * (وأنفسنا وأنفسكم) * (2) وهو نفس محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو كناية عما عرفنا، وقال: " أنت نفسي " (3) الخ.
فتأمل في قوله تعالى: * (ويحذركم الله نفسه) * (4) أي مخالفة علي بوجه وفيه من التوعيد على من خالفه ما لا يخفى على عاقل، وشابهها كل ما كان مثلها، ونسبتها لنفسه تعظيما لها وتنويها وتشريفا ونحوها كثير، ويصح إرادتها أيضا من قوله تعالى: * (واصطنعتك لنفسي) * (5) فهم مقدماته (6) ومن أخذ عليهم العهد بالإقرار به ونصرته، وسينصرونه في الرجعة عجل الله فرجهم، وهو أحد الوجوه في الحديث المتفق عليه عند الكل عنه (صلى الله عليه وآله وسلم): " من عرف نفسه فقد عرف ربه " (7) لأن الهادي بمعنى [إراءة] (8) الطريق له، والإيصال المطلوب يتوقف عليه الكل فتدخل المعرفة فهي به، ومنه التعريف ومعرفته شرطه لها أيضا كالتوحيد والرسالة، فصح الحديث بغير منافاة لباقي معانيه، وكلها حقه.