لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٤٨
الأزهري هنا بيت التابغة:
أتيتك عاريا خلقا ثيابي وقد تقدم.
والعريان من الرمل: نقا أو عقد ليس عليه شجر. وفرس عري: لا سرج عليه، والجمع أعراء. قال الأزهري: يقال: هو عرو من هذا الأمر كما يقال هو خلو منه. والعرو: الخلو، تقول أنا عرو منه، بالكسر، أي خلو. قال ابن سيده: ورجل عرو من الأمر لا يهتم به، قال: وأرى عروا من العري على قولهم جبيت جباوة وأشاوى في جمع أشياء، فإن كان كذلك فبابه الياء، والجمع أعراء، وقول لبيد:
والنيب إن تعر مني رمة خلقا، بعد الممات، فإني كنت أتئر ويروى: تعر مني أي تطلب لأنها ربما قضمت العظام، قال ابن بري: تعر مني من أعريته النخلة إذا أعطيته ثمرتها، وتعر مني تطلب، من عروته، ويروى: تعرمني، بفتح الميم، من عرمت العظم إذا عرقت ما عليه من اللحم. وفي الحديث: أنه أتي بفرس معرور، قال ابن الأثير: أي لا سرج عليه ولا غيره. واعرورى فرسه:
ركبه عريا، فهو لازم ومتعد، أو يكون أتي بفرس معرورى على المفعول. قال ابن سيده: واعرورى الفرس صار عريا. واعروراه:
ركبه عريا، ولا يستعمل إلا مزيدا، وكذلك اعرورى البعير، ومنه قوله:
واعرورت العلط العرضي، تركضه أم الفوارس بالدئداء والربعه وهو افعوعل، واستعاره تأبط شرا للمهلكة فقال:
يظل بموماة ويمسي بغيرها جحيشا، ويعروري ظهور المهالك ويقال: نحن نعاري أي نركب الخيل أعراء، وذلك أخف في الحرب.
وفي حديث أنس: أن أهل المدينة فزعوا ليلا، فركب النبي، صلى الله عليه وسلم، فرسا لأبي طلحة عريا. واعرورى مني أمرا قبيحا:
ركبه، ولم يجئ في الكلام افعوعل مجاوزا غير اعروريت، واحلوليت المكان إذا استحليته.
ابن السكيت في قولهم أنا النذير العريان: هو رجل من خثعم، حمل عليه يوم ذي الخلصة عوف بن عامر بن أبي عوف بن عويف بن مالك بن ذبيان ابن ثعلبة بن عمرو بن يشكر فقطع يده ويد امرأته، وكانت من بني عتوارة بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. وفي الحديث:
أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال إنما مثلي ومثلكم كمثل رجل أنذر قومه جيشا فقال: أنا النذير العريان أنذركم جيشا، خص العريان لأنه أبين للعين وأغرب وأشنع عند المبصر، وذلك أن ربيئة القوم وعينهم يكون على مكان عال، فإذا رأى العدو وقد أقبل نزع ثوبه وألاح به لينذر قومه ويبقى عريانا. ويقال: فلان عريان النجي إذا كان يناجي امرأته ويشاورها ويصدر عن رأيها، ومنه قوله:
أصاخ لعريان النجي، وإنه لأزور عن بعض المقالة جانبه أي استمع إلى امرأته وأهانني. وأعريت المكان: تركت حضوره، قال ذو الرمة:
ومنهل أعرى حياه الحضر
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»
الفهرست