لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٤٣٤
أما إن (* قوله أما إن في النهاية: ألا ان.) كل بناء وبال على صاحبه إلا ما لا إلا ما لا (* قوله إلا ما لا إلخ هي في النهاية بدون تكرار.) أي إلا ما لا بد منه للإنسان من الكن الذي تقوم به الحياة.
* ألا: حرف يفتتح به الكلام، تقول ألا إن زيدا خارج كما تقول اعلم أن زيدا خارج. ثعلب عن سلمة عن الفراء عن الكسائي قال: ألا تكون تنبيها ويكون بعدها أمر أو نهي أو إخبار، تقول من ذلك: ألا قم، ألا لا تقم، ألا إن زيدا قد قام، وتكون عرضا أيضا، وقد يكون الفعل بعدها جزما ورفعا، كل ذلك جاء عن العرب، تقول من ذلك: ألا تنزل تأكل، وتكون أيضا تقريعا وتوبيخا ويكون الفعل بعدها مرفوعا لا غير، تقول من ذلك: ألا تندم على فعالك، ألا تستحي من جيرانك، ألا تخاف ربك، قال الليث: وقد تردف ألا بلا أخرى فيقال: ألا لا ، وأنشد:
فقام يذود الناس عنها بسيفه وقال: ألا لا من سبيل إلى هند ويقال للرجل: هل كان كذا وكذا؟ فيقال: ألا لا، جعل ألا تنبيها ولا نفيا. غيره: وألا حرف استفتاح واستفهام وتنبيه نحو قول الله عز وجل:
ألا إنهم من إفكهم ليقولون، وقوله تعالى: ألا إنهم هم المفسدون، قال الفارسي: فإذا دخلت على حرف تنبيه خلصت للاستفتاح كقوله:
ألا يا اسلمي يا دار مي على البلى فخلصت ههنا للاستفتاح وخص التنبيه بيا. وأما ألا التي للعرض فمركبة من لا وألف الاستفهام.
ألا: مفتوحة الهمزة مثقلة لها معنيان: تكون بمعنى هلا فعلت وألا فعلت كذا، كأن معناه لم لم تفعل كذا، وتكون ألا بمعنى أن لا فأدغمت النون في اللام وشددت اللام، تقول: أمرته ألا يفعل ذلك، بالإدغام، ويجوز إظهار النون كقولك: أمرتك أن لا تفعل ذلك، وقد جاء في المصاحف القديمة مدغما في موضع ومظهرا في موضع، وكل ذلك جائز. وروى ثابت عن مطرف قال: لأن يسألني ربي: ألا فعلت، أحب إلي من أن يقول لي: لم فعلت؟ فمعنى ألا فعلت هلا فعلت، ومعناه لم لم تفعل. وقال الكسائي أن لا إذا كانت إخبارا نصبت ورفعت، وإذا كانت نهيا جزمت.
* إلى: حرف خافض وهو منتهى لابتداء الغاية، تقول: خرجت من الكوفة إلى مكة، وجائز أن تكون دخلتها، وجائز أن تكون بلغتها ولم تدخلها لأن النهاية تشمل أول الحد وآخره، وإنما تمنع من مجاوزته. قال الأزهري:
وقد تكون إلى انتهاء غاية كقوله عز وجل: ثم أتموا الصيام إلى الليل. وتكون إلى بمعنى مع كقوله تعالى: ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم، معناه مع أموالكم، وكقولهم: الذود إلى الذود إبل. وقال الله عز وجل: من أنصاري إلى الله، أي مع الله. وقال عز وجل: وإذا خلوا إلى شياطينهم. وأما قوله عز وجل: فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين، فإن العباس وجماعة من النحويين جعلوا إلى بمعنى مع ههنا وأوجبوا غسل المرافق والكعبين، وقال المبرد وهو قول الزجاج: اليد من أطراف الأصابع إلى الكتف والرجل من الأصابع إلى أصل الفخذين، فلما كانت المرافق والكعبان داخلة في تحديد اليد والرجل كانت
(٤٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 429 430 431 432 433 434 435 436 437 438 439 ... » »»
الفهرست