لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٤٤٤
كقوله تعالى:
ومنهم من إن تأمنه بدينار، أي على دينار، كما توضع على موضع الباء كقول الشاعر:
إذا رضيت علي بنو قشير، لعمر الله أعجبني رضاها أي رضيت بي. قال الفراء: يوقف على الممدود بالقصر والمد شربت ما، قال: وكان يجب أن يكون فيه ثلاث ألفات، قال: وسمعت هؤلاء يقولون شربت مي يا هذا (* قوله شربت مي يا هذا إلخ كذا ضبط مي بالأصل هنا وتقدم ضبطه في موه بفتح فسكون وتقدم ضبط الباء من ب حسنة بفتحة واحدة ولم نجد هذه العبارة في النسخة التي بأيدينا من التهذيب.)، قال: وهذه بي يا هذا، وهذه ب حسنة، فشبهوا الممدود بالمقصور والمقصور بالممدود، والنسب إلى الباء بيوي. وقصيدة بيوية: رويها الباء، قال سيبويه: البا وأخواتها من الثنائي كالتا والحا والطا واليا، إذا تهجيت مقصورة لأنها ليست بأسماء، وإنما جاءت في التهجي على الوقف، ويدلك على ذلك أن القاف والدال والصاد موقوفة الأواخر، فلولا أنها على الوقف لحركت أواخرهن، ونظير الوقف هنا الحذف في الباء وأخواتها، وإذا أردت أن تلفظ بحروف المعجم قصرت وأسكنت، لأنك لست تريد أن تجعلها أسماء، ولكنك أردت أن تقطع حروف الاسم فجاءت كأنها أصوات تصوت بها، إلا أنك تقف عندها لأنها بمنزلة عه، وسنذكر من ذلك أشياء في مواضعها، والله أعلم.
* تا: التاء: حرف هجاء من حروف المعجم تاء حسنة، وتنسب القصيدة التي قوافيها على التاء تائية، ويقال تاوية، وكان أبو جعفر الرؤاسي يقول بيوية وتيوية، الجوهري: النسب إلى التاء تيوي.
وقصيدة تيوية: رويها التاء، وقال أبو عبيد عن الأحمر: تاوية، قال: وكذلك أخواتها، والتاء من حروف الزيادات وهي تزاد في المستقبل إذا خاطبت تقول: أنت تفعل، وتدخل في أمر المواجهة للغابر كقوله تعالى: فبذلك فلتفرحوا، قال الشاعر:
قلت لبواب لديه دارها:
تيذن فإني حمؤها وجارها أراد: لتيذن، فحذف اللام وكسر التاء على لغة من يقول أنت تعلم، وتدخلها أيضا في أمر ما لم يسم فاعله فتقول من زهي الرجل:
لتزه يا رجل ولتعن بحاجتي، قال الأخفش: إدخال اللام في أمر المخاطب لغة رديئة لأن هذه اللام إنما تدخل في الموضع الذي لا يقدر فيه على افعل، تقول: ليقم زيد، لأنك لا تقدر على افعل، وإذا خاطبت قلت قم لأنك قد استغنيت عنها، والتاء في القسم بدل من الواو كما أبدلوا منها في تترى وتراث وتخمة وتجاه، والواو بدل من الباء، تقول: تالله لقد كان كذا، ولا تدخل في غير هذا الاسم، وقد تزاد التاء للمؤنث في أول المستقبل وفي آخر الماضي، تقول: هي تفعل وفعلت، فإن تأخرت عن الاسم كانت ضميرا، وإن تقدمت كانت علامة، قال ابن بري: تاء التأنيث لا تخرج عن أن تكون حرفا تأخرت أو تقدمت، قال الجوهري: وقد تكون ضمير الفاعل في قولك فعلت، يستوي فيه المذكر والمؤنث، فإن خاطبت مذكرا فتحت، وإن خاطبت مؤنثا كسرت، وقد تزاد التاء في أنت فتصير مع الاسم كالشئ الواحد من غير أن تكون مضافة إليه، وقول الشاعر:
بالخير خيرات وإن شرا قال ولا أريد الشر إلا أن تا
(٤٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 439 440 441 442 443 444 445 446 447 448 449 ... » »»
الفهرست