لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٤٤٧
قال ابن بري: إنما امتنعوا من دخول ها التنبيه على ذلك وتلك من جهة أن اللام تدل على بعد المشار إليه، وها التنبيه تدل على قربه، فتنافيا وتضادا. قال الجوهري:
وتالك لغة في تلك، وأنشد ابن السكيت للقطامي يصف سفينة نوح، عليه السلام:
وعامت، وهي قاصدة، بإذن، ولولا الله جار بها الجوار، إلى الجودي حتى صار حجرا وحان لتالك الغمر انحسار ابن الأعرابي: التوى الجواري، والتاية الطاية، عن كراع.
الحاء: حرف هجاء يمد ويقصر، وقال الليث: هو مقصور موقوف، فإذا جعلته اسما مددته كقولك هذه حاء مكتوبة ومدتها ياءان، قال: وكل حرف على خلقتها من حروف المعجم فألفها إذا مدت صارت في التصريف ياءين، قال:
والحاء وما أشبهها تؤنث ما لم تسم حرفا، فإذا صغرتها قلت حيية، وإنما يجوز تصغيرها إذا كانت صغيرة في الخط أو خفية وإلا فلا، وذكر ابن سيده الحاء حرف هجاء في المعتل وقال: إن ألفها منقلبة عن واو، واستدل على ذلك وقد ذكرناه أيضا حيث ذكره الليث، ويقولون لابن مائة: لا حاء ولا ساء أي لا محسن ولا مسئ، ويقال: لا رجل ولا امرأة، وقال بعضهم: تفسيره أنه لا يستطيع أن يقول حا وهو زجر للكبش عند السفاد وهو زجر للغنم أيضا عند السقي، يقال: حأحأت به وحاحيت، وقال أبو خيرة: حأحأ، وقال أبو الدقيش: أحو أحو، ولا يستطيع أن يقول سأ، وهو للحمار، يقال: سأسأت بالحمار إذا قلت سأسأ، وأنشد لامرئ القيس:
قوم يحاحون بالبهام، ونس‍ - وان قصار كهيئة الحجل أبو زيد: حاحيت بالمعزى حيحاء ومحاحاة صحت، قال: وقال الأحمر سأسأت بالحمار. أبو عمرو: حاح بضأنك وبغنمك أي ادعها، وقال:
ألجأني القر إلى سهوات فيها، وقد حاحيت بالذوات قال: والسهوة صخرة مقعئلة لا أصل لها في الأرض كأنها حاطت من جبل (* قوله كأنها حاطت إلى قوله الجوهري كذا بالأصل..) والذوات: المهازيل، الواحدة ذات. الجوهري: حاء زجر للإبل، بني على الكسر لالتقاء الساكنين، وقد يقصر، فرن أردت التنكير نونت فقلت حاء وعاء.
وقال أبو زيد: يقال للمعز خاصة حاحيت بها حيحاء وحيحاءة إذا دعوتها. قال سيبويه: أبدلوا الألف بالياء لشبهها بها لأن قولك حاحيت إنما هو صوت بنيت منه فعلا، كما أن رجلا لو أكثر من قوله لا لجاز أن يقول لا ليت، يريد قلت لا، قال: ويدلك على أنها ليست فاعلت قولهم الحيحاء والعيعاء، بالفتح، كما قالوا الحاحات والهاهات، فأجري حاحيت وعاعيت وهاهيت مجرى دعدعت إذ كن للتصويت. قال ابن بري عند قول الجوهري حاحيت بها حيحاء وحيحاءة، قال: صوابه حيحاء وحاحاة، وقال عند قوله عن سيبويه أبدلوا الألف بها لشبهها بها، قال: الذي قال سيبويه إنما هو أبدلوا الألف لشبهها بالياء، لأن ألف حاحيت بدل من الياء في حيحيت، وقال عند قول الجوهري أيضا لجاز أن تقول لاليت قال: حكي عن العرب في لا وما لويت ومويت، قال: وقول
(٤٤٧)
مفاتيح البحث: الجواز (1)، السفينة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 442 443 444 445 446 447 448 449 450 451 452 ... » »»
الفهرست