لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٤٦٣
باسم معرف بالألف واللام فإن ذالها تفتح إذا كان مستقبلا كقول الله عز وجل: إذا الشمس كورت وإذا النجوم انكدرت، لأن معناها إذا. قال ابن الأنباري: إذا السماء انشقت، بفتح الذال، وما أشبهها أي تنشق، وكذلك ما أشبهها، وإذا انكسرت الذال فمعناها إذ التي للماضي غير أن إذ توقع موقع إذا وإذا موقع إذ. قال الليث في قوله تعالى: ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت، معناه إذا الظالمون لأن هذا الأمر منتظر لم يقع، قال أوس في إذا بمعنى إذ:
الحافظو الناس في تحوط إذا لم يرسلوا، تحت عائذ، ربعا أي إذ لم يرسلوا، وقال على أثره:
وهبت الشامل البليل، وإذ بات كميع الفتاة ملتفعا وقال آخر:
ثم جزاه الله عنا، إذ جزى، جنات عدن والعلالي العلا أراد: إذا جزى. وروى الفراء عن الكسائي أنه قال: إذا منونة إذا خلت بالفعل الذي في أوله أحد حروف الاستقبال نصبته، تقول من ذلك:
إذا أكرمك، فإذا حلت بينها وبينه بحرف رفعت ونصبت فقلت:
فإذا لا أكرمك ولا أكرمك، فمن رفع فبالحائل، ومن نصب فعلى تقدير أن يكون مقدما، كأنك قلت فلا إذا أكرمك، وقد خلت بالفعل بلا مانع. قال أبو العباس أحمد بن يحيى: وهكذا يجوز أن يقرأ: فإذا لا يؤتون الناس نقيرا، بالرفع والنصب، قال: وإذا حلت بينها وبين الفعل باسم فارفعه، تقول إذا أخوك يكرمك، فإن جعلت مكان الاسم قسما نصبت فقلت إذا والله تنام، فإن أدخلت اللام على الفعل مع القسم رفعت فقلت إذا والله لتندم، قال سيبويه: حكى بعض أصحاب الخليل عنه أن هي العاملة في باب إذا، قال سيبويه: والذي نذهب إليه ونحكيه عنه أن إذا نفسها الناصبة، وذلك لأن إذا لما يستقبل لا غير في حال النصب، فجعلها بمنزلة أن في العمل كما جعلت لكن نظيرة إن في العمل في الأسماء، قال: وكلا القولين حسن جميل. وقال الزجاج: العامل عندي النصب في سائر الأفعال أن، إما أن تقع ظاهرة أو مضمرة. قال أبو العباس: يكتب كذى وكذى بالياء مثل زكى وخسى، وقال المبرد: كذا وكذا يكتب بالألف لأنه إذا أضيف قيل كذاك، فأخبر ثعلب بقوله فقال: فتى يكتب بالياء ويضاف فيقال فتاك، والقراء أجمعوا على تفخيم ذا وهذه وذاك وذلك وكذا وكذلك، لم يميلوا شيئا من ذلك، والله أعلم.
* ذيت وذيت: التهذيب: أبو حاتم عن اللغة الكثيرة كان من الأمر كيت وكيت، بغير تنوين، وذيت وذيت، كذلك بالتخفيف، قال: وقد نقل قوم ذيت وذيت، فإذا وقفوا قالوا ذيه بالهاء. وروى ابن نجدة عن أبي زيد قال: العرب تقول قال فلان ذيت وذيت وعمل كيت وكيت، لا يقال غيره. وقال أبو عبيد: يقال كان من الأمر ذيت وذيت وذيت وذيت وذية وذية. وروى ابن شميل عن يونس: كان من الأمر ذية وذية، مشددة مرفوعة، والله أعلم.
* ظا: قال ابن بري: الظاء حرف مطبق مستعل، وهو صوت التيس و نبيبه، والله أعلم.
(٤٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 458 459 460 461 462 463 464 465 466 467 468 ... » »»
الفهرست