لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٤٥
قد عريته، وأنشد:
أيجع ظهري وألوي أبهري، ليس الصحيح ظهره كالأدبر، ولا المعرى حقبة كالموقر والمعرى: الجمل الذي يرسل سدى ولا يحمل عليه، ومنه قول لبيد يصف ناقة:
فكلفتها ما عريت وتأبدت، وكانت تسامي بالعزيب الجمائلا قال: عريت ألقي عنها الرحل وتركت من الحمل عليها وأرسلت ترعى. والعرواء: الرعدة، مثل الغلواء. وقد عرته الحمى، وهي قرة الحمى ومسها في أول ما تأخذ بالرعدة، قال ابن بري ومنه قول الشاعر:
أسد تفر الأسد من عروائه، بمدافع الرجاز أو بعيون الرجاز: واد، وعيون: موضع، وأكثر ما يستعمل فيه صيغة ما لم يسم فاعله. ويقال: عراه البرد وعرته الحمى، وهي تعروه إذا جاءته بنافض، وأخذته الحمى بعروائها، واعتراه الهم، عام في كل شئ. قال الأصمعي: إذا أخذت المحموم قرة ووجد مس الحمى فتلك العرواء، وقد عري الرجل، على ما لم يسم فاعله، فهو معرو، وإن كانت نافضا قيل نفضته، فهو منفوض، وإن عرق منها فهي الرحضاء. وقال ابن شميل: العرواء قل يأخذ الإنسان من الحمى ورعدة. وفي حديث البراء بن مالك: أنه كان تصيبه العرواء، وهي في الأصل برد الحمى. وأخذته الحمى بنافض أي برعدة وبرد. وأعرى إذا حم العرواء. ويقال: حم عرواء وحم العرواء وحم عروا (* قوله وحم عروا هكذا في الأصل.). والعراة: شدة البرد. وفي حديث أبي سلمة: كنت أرى الرؤيا أعرى منها أي يصيبني البرد والرعدة من الخوف. والعرواء:
ما بين اصفرار الشمس إلى الليل إذا اشتد البرد وهاجت ريح باردة. وريح عري وعرية: باردة، وخص الأزهري بها الشمال فقال: شمال عرية باردة، وليلة عرية باردة، قال ابن بري: ومنه قول أبي دواد:
وكهول، عند الحفاظ، مراجي‍ - ح يبارون كل ريح عرية وأعرينا: أصابنا ذلك وبلغنا برد العشي. ومن كلامهم: أهلك فقد أعريت أي غابت الشمس وبردت. قال أبو عمرو: العرى البرد، وعريت ليلتنا عرى، وقال ابن مقبل:
وكأنما اصطبحت قريح سحابة بعرى، تنازعه الرياح زلال قال: العرى مكان بارد.
وعروة الدلو والكوز ونحوه: مقبضه.
وعرى المزادة: آذانها. وعروة القميص: مدخل زره.
وعرى القميص وأعراه: جعل له عرى. وفي الحديث: لا تشد العرى إلا إلى ثلاثة مساجد، هي جمع عروة، يريد عرى الأحمال والرواحل. وعرى الشئ: اتخذ له عروة. وقوله تعالى: فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها، شبه بالعروة التي يتمسك بها. قال الزجاج: العروة الوثقى قول لا إله إلا الله، وقيل: معناه فقد عقد لنفسه من الدين عقدا وثيقا لا تحله حجة. وعروتا الفرج: لحم
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»
الفهرست