لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٤٥٢
محذوف، وأما في هذان فهي عوض من ألف ذا، وهي في ذانك عوض من لام ذلك، وقد يحتمل أيضا أن تكون عوضا من ألف ذلك، ولذلك كتبت في التخفيف بالتاء (* قوله ولذلك كتبت في التخفيف بالتاء إلخ كذا بالأصل.) لأنها حينئذ ملحقة بدعد، وإبدال التاء من الياء قليل، إنما جاء في قولهم كيت وكيت، وفي قولهم ثنتان، والقول فيهما كالقول في كيت وكيت، وهو مذكور في موضعه. وذكر الأزهري في ترجمة حبذا قال: الأصل حبب ذا فأدغمت إحدى البائين في الأخرى وشددت، وذا إشارة إلى ما يقرب منك، وأنشد بعضهم:
حبذا رجعها إليك يديها في يدي درعها تحل الإزارا كأنه قال: حبب ذا، ثم ترجم عن ذا فقال: هو رجعها يديها إلى حل تكتها أي ما أحبه، ويدا درعها: كماها. وفي صفة المهدي: قرشي يمان ليس من ذي ولا ذو أي ليس نسبه نسب أذواء اليمن، وهم ملوك حمير، منهم ذو يزن وذو رعين، وقوله: قرشي يمان أي قرشي النسب يماني المنشإ، قال ابن الأثير: وهذه الكلمة عينها واو، وقياس لامها أن تكون ياء لأن باب طوى أكثر من باب قوي، ومنه حديث جرير:
يطلع عليكم رجل من ذي يمن على وجهه مسحة من ذي ملك، قال ابن الأثير: كذا أورده أبو عمر الزاهد وقال ذي ههنا صلة أي زائدة.
تفسير ذاك وذلك: التهذيب: قال أبو الهيثم إذا بعد المشار إليه من المخاطب وكان المخاطب بعيدا ممن يشير إليه زادوا كافا فقالوا ذاك أخوك، وهذه الكاف ليست في موضع خفض ولا نصب، إنما أشبهت كاف قولك أخاك وعصاك فتوهم السامعون أن قول القائل ذاك أخوك كأنها في موضع خفض لإشباهها كاف أخاك، وليس ذلك كذلك، إنما تلك كاف ضمت إلى ذا لبعد ذا من المخاطب، فلما دخل فيها هذا اللبس زادوا فيها لاما فقالوا ذلك أخوك، وفي الجماعة أولئك إخوتك، فإن اللام إذا دخلت ذهبت بمعنى الإضافة، ويقال: هذا أخوك وهذا أخ لك وهذا لك أخ، فإذا أدخلت اللام فلا إضافة. قال أبو الهيثم: وقد أعلمتك أن الرفع والنصب والخفض في قوله ذا سواء، تقول: مررت بذا ورأيت ذا وقام ذا، فلا يكون فيها علامة رفع الإعراب ولا خفضه ولا نصبه لأنه غير متمكن، فلما ثنوا زادوا في التثنية نونا وأبقوا الألف فقالوا ذان أخواك وذانك أخواك، قال الله تعالى: فذانك برهانان من ربك، ومن العرب من يشدد هذه النون فيقول ذانك أخواك، قال: وهم الذين يزيدون اللام في ذلك فيقولون ذلك، فجعلوا هذه التشديدة بدل اللام، وأنشد المبرد في باب ذا الذي قد مر آنفا:
أمن زينب ذي النار، قبيل الصبح ما تخبو إذا ما خمدت يلقى، عليها، المندل الرطب قال أبو العباس: ذي معناه ذه. يقال: ذا عبد الله وذي أمة الله وذه أمة الله وته أمة الله وتا أمة الله، قال: ويقال هذي هند وهاته هند وهاتا هند، على زيادة ها التنبيه، قال: وإذا صغرت ذه قلت تيا تصغير ته أو تا، ولا تصغر ذه على لفظها لأنك إذا صغرت ذا قلت ذيا، ولو صغرت
(٤٥٢)
مفاتيح البحث: إبن الأثير (2)، الجماعة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 447 448 449 450 451 452 453 454 455 456 457 ... » »»
الفهرست