لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٥٦
غيرها. وقال الأزهري: قال النحويون يقال عسى ولا يقال عسي. وقال الله عز وجل: فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض، اتفق القراء أجمعون على فتح السين من قوله عسيتم إلا ما جاء عن نافع أنه كان يقرأ فهل عسيتم، بكسر السين، وكان يقرأ: عسى ربكم أن يهلك عدوكم، فدل موافقته القراء على عسى على أن الصواب في قوله عسيتم فتح السين. قال الجوهري: ويقال عسيت أن أفعل ذلك وعسيت، بالفتح والكسر، وقرئ بهما فهل عسيتم وعسيتم. وحكى اللحياني عن الكسائي: بالعسى أن يفعل، قال: ولم أسمعهم يصرفونها مصرف أخواتها، يعني بأخواتها حرى وبالحرى وما شاكلها. وهذا الأمر معساة منه أي مخلقة. وإنه لمعساة أن يفعل ذاك: كقولك محراة، يكون للمذكر والمؤنث والاثنين والجمع بلفظ واحد. والمعسية: الناقة التي يشك فيها أبها لبن أم لا، والجمع المعسيات، قال الشاعر:
إذا المعسيات منعن الصبو ح، خب جريك بالمحصن جريه: وكيله ورسوله، وقيل: الجري الخادم، والمحصن ما أحصن وادخر من الطعام للجدب، وأما ما أنشده أبو العباس:
ألم ترني تركت أبا يزيد وصاحبه، كمعساء الجواري بلا خبط ولا نبك، ولكن يدا بيد فها عيثي جعار قال: هذا رجل طعن رجلا، ثم قال: تركته كمعساء الجواري يسيل الدم عليه كالمرأة التي لم تأخذ الحشوة في حيضها فدمها يسيل. والمعساء من الجواري: المراهقة التي يظن من رآها أنها قد توضأت. وحكى الأزهري عن ابن كيسان قال: اعلم أن جمع المقصور كله إذا كان بالواو والنون والياء فإن آخره يسقط لسكونه وسكون واو الجمع وياء الجمع ويبقى ما قبل الألف على فتحه، من ذلك الأدنون جمع أدنى والمصطفون والموسون والعيسون، وفي النصب والخفض الأدنين والمصطفين.
والأعساء: الأرزان الصلبة، واحدها عاس.
وروى ابن الأثير في كتابه في الحديث: أفضل الصدقة المنيحة تغدو بعساء وتروح بعساء، وقال: قال الخطابي قال الحميدي العساء العس، قال: ولم أسمعه إلا في هذا الحديث. قال: والحميدي من أهل اللسان، قال: ورواه أبو خيثمة ثم قال بعساس كان أجود (* قوله بعساس كان أجود هكذا في جميع الأصول.)، وعلى هذا يكون جمع العس أبدل الهمزة من السين، وقال الزمخشري: العساء والعساس جمع عس.
وأبو العسا: رجل، قال الأزهري: كان خلاد صاحب شرطة البصرة يكنى أبا العسا.
* عشا: العشا، مقصور: سوء البصر بالليل والنهار، يكون في الناس والدواب والإبل والطير، وقيل: هو ذهاب البصر، حكاه ثعلب، قال ابن سيده: وهذا لا يصح إذا تأملته، وقيل: هو أن لا يبصر بالليل، وقيل: العشا يكون سوء البصر من غير عمى، ويكون الذي لا يبصر بالليل ويبصر بالنهار، وقد عشا يعشو عشوا، وهو أدنى بصره وإنما يعشو بعدما يعشى. قال سيبويه:
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»
الفهرست