لسان العرب - ابن منظور - ج ١٥ - الصفحة ٥٥
يكون اسما، لا يقال عسى زيد منطلقا. قال ابن سيده: عسيت أن أفعل كذا وعسيت قاربت، والأولى أعلى، قال سيبويه: لا يقال عسيت الفعل ولا عسيت للفعل، قال: اعلم أنهم لا يستعملون عسى فعلك، استغنوا بأن تفعل عن ذلك كما استغنى أكثر العرب بعسى عن أن يقولوا عسيا وعسوا، وبلو أنه ذاهب عن لو ذهابه، ومع هذا انهم لم يستعملوا المصدر في هذا الباب كما لم يستعملوا الاسم الذي في موضعه يفعل في عسى وكاد، يعني أنهم لا يقولون عسى فاعلا ولا كاد فاعلا فترك هذا من كلامهم للاستغناء بالشئ عن الشئ، وقال سيبويه: عسى أن تفعل كقولك دنا أن تفعل، وقالوا: عسى الغوير أبؤسا أي كان الغوير أبؤسا، حكاه سيبويه، قال الجوهري: أما قولهم عسى الغوير أبؤسا فشاذ نادر، وضع أبؤسا موضع الخبر، وقد يأتي في الأمثال ما لا يأتي في غيرها، وربما شبهوا عسى بكاد واستعملوا الفعل بعده بغير أن فقالوا عسى زيد ينطلق، قال سماعة بن أسول النعامي:
عسى الله يغني، عن بلاد ابن قادر، بمنهمر جون الرباب سكوب هكذا أنشده الجوهري، قال ابن بري: وصواب إنشاده:
عن بلاد ابن قارب وقال: كذا أنشده سيبويه، وبعده:
هجف تحف الريح فوق سباله، له من لويات العكوم نصيب وحكى الأزهري عن الليث: عسى تجري مجرى لعل، تقول عسيت وعسيتما وعسيتم وعست المرأة وعستا وعسين، يتكلم بها على فعل ماض وأميت ما سواه من وجوه فعله، لا يقال يعسى ولا مفعول له ولا فاعل. وعسى، في القرآن من الله جل ثناؤه، واجب وهو من العباد ظن، كقوله تعالى: عسى الله أن يأتي بالفتح، وقد أتى الله به، قال الجوهري: إلا في قوله عسى ربه ان طلقكن أن يبدله، قال أبو عبيدة: عسى من الله إيجاب فجاءت على إحدى اللغتين لأن عسى في كلامهم رجاء ويقين، قال ابن سيده: وقيل عسى كلمة تكون للشك واليقين، قال الأزهري: وقد قال ابن مقبل فجعله يقينا أنشده أبو عبيد:
ظني بهم كعسى، وهم بتنوفة، يتنازعون جوائز الأمثال أي ظني بهم يقين. قال ابن بري: هذا قول أبي عبيدة، وأما الأصمعي فقال: ظني بهم كعسى أي ليس بثبت كعسى، يريد أن الظن هنا وإن كان بمعنى اليقين فهو كعسى في كونها بمعنى الطمع والرجاء، وجوائز الأمثال ما جاز من الشعر وسار. وهو عسي أن يفعل كذا وعس أي خليق، قال ابن الأعرابي: ولا يقال عسى. وما أعساه وأعس به وأعس بأن يفعل ذلك: كقولك أحر به، وعلى هذا وجه الفارسي قراءة نافع:
فهل عسيتم، بكسر السين، قال: لأنهم قد قالوا هو عس بذلك وما أعساه وأعس به، فقوله عس يقوي عسيتم، ألا ترى أن عس كحر وشج؟ وقد جاء فعل وفعل في نحو ورى الزند ووري، فكذلك عسيتم وعسيتم، فإن أسند الفعل إلى ظاهر فقياس عسيتم أن يقول فيه عسي زيد مثل رضي زيد، وإن لم يقله فسائغ له أن يأخذ باللغتين فيستعمل إحداهما في موضع دون الأخرى كما فعل ذلك في
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»
الفهرست