لسان العرب - ابن منظور - ج ١١ - الصفحة ٨٥
من لحم أو خبز أو تمر ثفلا.
ويقال: بنو فلان مثافلون، وذلك أشد ما يكون حال البدوي. أبو عبيد وغيره: الثفال، بالكسر، الجلد الذي يبسط تحت رحى اليد ليقي الطحين من التراب، وفي الصحاح: جلد يبسط فتوضع فوقه الرحى فيطحن باليد ليسقط عليه الدقيق، ومنه قول زهير يصف الحرب:
فتعرككم عرك الرحى بثفالها، وتلقح كشافا ثم تنتج فتتئم قال: وربما سمي الحجر الأسفل بذلك. وفي حديث علي: وتدقهم الفتن دق الرحى بثفالها، هو من ذلك، والمعنى أنها تدقهم دق الرحى للحب إذا كانت مثفلة ولا تثفل إلا عند الطحن. وفي حديثه الآخر: استحار مدارها واضطرب ثفالها. وفي حديث غزوة الحديبية: من كان معه ثفل فليصطنع، أراد بالثفل الدقيق والسويق ونحوهما، والاصطناع: اتخاذ الصنيع، أراد فليطبخ وليختبز، ومنه كلام الشافعي، رضي الله عنه، قال: وبين في سنته، صلى الله عليه وسلم، أن زكاة الفطر من الثفل مما يقتات الرجل، ومما فيه الزكاة، وإنما سمي ثفلا لأنه من الأقوات التي يكون لها ثفل بخلاف المائعات، ومنه الحديث: أنه كان يحب الثفل، قيل: هو الثريد، وأنشد:
يحلف بالله، وإن لم يسأل:
ما ذاق ثفلا منذ عام أول ابن سيده: الثفل والثفال ما وقيت به الرحى من الأرض، وقد ثفلها، فإن وقي الثفال من الأرض بشئ آخر فذلك الوفاض، وقد وفضها. وبعير ثفال: بطئ، بالفتح. وفي حديث حذيفة: أنه ذكر فتنة فقال:
تكون فيها مثل الجمل الثفال وإذا أكرهت فتباطأ عنها، الثفال: البطئ الثقيل الذي لا ينبعث إلا كرها، أي لا تتحرك فيها، قال ابن بري: وكذلك الثافل، قال مدرك:
جرور القياد ثافل لا يروعه صياح المنادي، واحتثاث المراهن وفي حديث جابر: كنت على جمل ثفال. والثفل: نثرك الشئ كله بمرة.
والثفالة: الإبريق. وفي حديث ابن عمر رضي الله عنه: أنه أكل الدجر وهو اللوبياء ثم غسل يديه بالثفالة، وهو في التهذيب الثفال، قال ابن الأعرابي: الثفال الإبريق، وذكره ابن الأثير في النهاية بالكسر والفتح: الثفال الإبريق. أبو تراب عن بعض بني سليم: في الغرارة ثفلة من تمر وثملة من تمر أي بقية منه.
* ثقل: الثقل: نقيض الخفة. والثقل: مصدر الثقيل، تقول: ثقل الشئ ثقلا وثقالة، فهو ثقيل، والجمع ثقال. والثقل: رجحان الثقيل. والثقل: الحمل الثقيل، والجمع أثقال مثل حمل وأحمال. وقوله تعالى: وأخرجت الأرض أثقالها، أثقالها: كنوزها وموتاها، قال الفراء: لفظت ما فيها من ذهب أو فضة أو ميت، وقيل:
معناه أخرجت موتاها، قالوا: أثقالها أجساد بني آدم، وقيل: معناه ما فيها من كنوز الذهب والفضة، قال: وخروج الموتى بعد ذلك، ومن أشراط الساعة أن تقئ الأرض أفلاذ كبدها وهي الكنوز، وقول الخنساء:
أبعد ابن عمرو من آل الشريد حلت به الأرض أثقالها؟
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»
الفهرست