الجوهري:
المثلة، بفتح الميم وضم الثاء، العقوبة، والجمع المثلات. التهذيب: وقوله تعالى ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلات، يقول:
يستعجلونك بالعذاب الذي لم أعاجلهم به، وقد علموا ما نزل من عقوبتنا بالأمم الخالية فلم يعتبروا بهم، والعرب تقول للعقوبة مثله ومثلة فمن قال مثله جمعها على مثلات، ومن قال مثلة جمعها على مثلات ومثلات ومثلات، بإسكان الثاء، يقول: يستعجلونك بالعذاب أي يطلبون العذاب في قولهم: فأمطر علينا حجارة من السماء، وقد تقدم من العذاب ما هو مثلة وما فيه نكال لهم لو اتعظوا، وكأن المثل مأخوذ من المثل لأنه إذا شنع في عقوبته جعله مثلا وعلما.
ويقال: امتثل فلان من القوم، وهؤلاء مثل القوم وأماثلهم، يكون جمع أمثال ويكون جمع الأمثل.
وفي الحديث: نهى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن يمثل بالدواب وأن تؤكل الممثول بها، وهو أن تنصب فترمى أو تقطع أطرافها وهي حية. وفي الحديث: أنه نهى عن المثلة. يقال: مثلت بالحيوان أمثل به مثلا إذا قطعت أطرافه وشوهت به، ومثلت بالقتيل إذا جدعت أنفه وأذنه أو مذاكيره أو شيئا من أطرافه، والاسم المثلة، فأما مثل، بالتشديد، فهو للمبالغة. ومثل بالقتيل:
جدعه، وأمثله: جعله مثلة. وفي الحديث: من مثل بالشعر فليس له عند الله خلاق يوم القيامة، مثلة الشعر: حلقه من الخدود، وقيل:
نتفه أو تغييره بالسواد، وروي عن طاووس أنه قال: جعله الله طهرة فجعله نكالا.
وأمثل الرجل: قتله بقود. وامتثل منه: اقتص، قال:
إن قدرنا يوما على عامر، نمتثل منه أو ندعه لكم وتمثل منه: كامتثل. يقال: امتثلت من فلان امتثالا أي اقتصصت منه، ومنه قول ذي الرمة يصف الحمار والأتن:
خماشات ذحل ما يراد امتثالها أي ما يراد أن يقتص منها، هي أذل من ذلك أو هي أعز عليه من ذلك. ويقول الرجل للحاكم: أمثلني من فلان وأقصني وأقدني أي أقصني منه، وقد أمثله الحاكم منه. قال أبو زيد: والمثال القصاص، قال: يقال أمثله إمثالا وأقصه إقصاصا بمعنى، والاسم المثال والقصاص. وفي حديث سويد بن مقرن: قال ابنه معاوية لطمت مولى لنا فدعاه أبي ودعاني ثم قال أمثل منه، وفي رواية: امتثل، فعفا، أي اقتص منه. يقال: أمثل السلطان فلانا إذا أقاده.
وقالوا: مثل ماثل أي جهد جاهد، عن ابن الأعرابي، وأنشد:
من لا يضع بالرملة المعاولا، يلق من القامة مثلا ماثلا، وإن تشكى الأين والتلاتلا عنى بالتلاتل الشدائد. والمثال: الفراش، وجمعه مثل، وإن شئت خففت. وفي الحديث: أنه دخل على سعد وفي البيت مثال رث أي فراش خلق. وفي الحديث عن جرير عن مغيرة عن أم موسى أم ولد الحسين بن علي قالت: زوج علي بن أبي طالب شابين وابني منهما فاشترى لكل واحد منهما مثالين، قال