غير الرمل، ومنه حديث بدر: صعدنا على حبل أي قطعة من الرمل ضخمة ممتدة. وفي الحديث: وجعل حبل المشاة بين يديه أي طريقهم الذي يسلكونه في الرمل، وقيل: أراد صفهم ومجتمعهم في مشيهم تشبيها بحبل الرمل.
وفي صفة الجنة: فإذا فيها حبائل اللؤلؤ، قال ابن الأثير: هكذا جاء في كتاب البخاري والمعروف جنابذ اللؤلؤ، وقد تقدم، قال: فإن صحت الرواية فيكون أراد به مواضع مرتفعة كحبال الرمل كأنه جمع حبالة، وحبالة جمع حبل أو هو جمع على غير قياس.
ابن الأعرابي: يقال للموت حبيل براح، ابن سيده: فلان حبيل براح أي شجاع، ومنه قيل للأسد حبيل براح، يقال ذلك للواقف مكانه كالأسد لا يفر. والحبل والحبل: الداهية، وجمعها حبول، قال كثير: فلا تعجلي، يا عز، أن تتفهمي بنصح أتى الواشون أم بحبول وقال الأخطل:
وكنت سليم القلب حتى أصابني، من اللامعات المبرقات، حبول قال ابن سيده: فأما ما رواه الشيباني خبول، بالخاء المعجمة، فزعم الفارسي أنه تصحيف. ويقال للداهية من الرجال: إنه لحبل من أحبالها، وكذلك يقال في القائم على المال. ابن الأعرابي: الحبل الرجل العالم الفطن الداهي، قال وأنشدني المفضل:
فيا عجبا للخود تبدي قناعها، ترأرئ بالعينين للرجل الحبل يقال: رأرأت بعينيها وغيقت وهجلت إذا أدارتهما تغمز الرجل.
وثار حابلهم على نابلهم إذا أوقدوا الشر بينهم. ومن أمثال العرب في الشدة تصيب الناس: قد ثار حابلهم ونابلهم، والحابل: الذي ينصب الحبالة، والنابل: الرامي عن قوسه بالنبل، وقد يضرب هذا مثلا للقوم تتقلب أحوالهم ويثور بعضهم على بعض بعد السكون والرخاء. أبو زيد: من أمثالهم: إنه لواسع الحبل وإنه لضيق الحبل، كقولك هو ضيق الخلق وواسع الخلق، أبو العباس في مثله: إنه لواسع العطن وضيق العطن. والتبس الحابل بالنابل، الحابل سدى الثوب، والنابل اللحمة، يقال ذلك في الاختلاط. وحول حابله على نابله أي أعلاه على أسفله، واجعل حابله نابله، وحابله على نابله كذلك.
والحبلة والحبلة: الكرم، وقيل الأصل من أصول الكرم، والحبلة: طاق من قضبان الكرم. والحبل: شجر العنب، واحدته حبلة.
وحبلة عمرو: ضرب من العنب بالطائف، بيضاء محددة الأطراف متداحضة (* قوله: متداحضة، هكذا في الأصل) العناقيد. وفي الحديث: لا تقولوا للعنب الكرم ولكن قولوا العنب والحبلة، بفتح الحاء والباء وربما سكنت، هي القضيب من شجر الأعناب أو الأصل. وفي الحديث: لما خرج نوح من السفينة غرس الحبلة. وفي حديث ابن سيرين: لما خرج نوح من السفينة فقد حبلتين كانتا معه، فقال له الملك: ذهب بهما الشيطان، يريد ما كان فيهما من الخمر والسكر. الأصمعي: الجفنة الأصل من أصول الكرم، وجمعها الجفن، وهي الحبلة، بفتح الباء، ويجوز الحبلة، بالجزم. وروي عن أنس بن مالك: أنه كانت له حبلة تحمل كرا وكان يسميها أم العيال،