وفي حديث أبي ذر: ولا جماع لنا فيما بعد أي لا اجتماع لنا.
وجماع الشئ: جمعه، تقول: جماع الخباء الأخبية لأن الجماع ما جمع عددا. يقال الخمر جماع الإثم أي مجمعه ومظنته.
وقال الحسين (* قوله الحسين في النهاية الحسن. وقوله التي جماعها في النهاية: فان جماعها.)، رضي الله عنه: اتقوا هذه الأهواء التي جماعها الضلالة وميعادها النار، وكذلك الجميع، إلا أنه اسم لازم.
والرجل المجتمع: الذي بلغ أشده ولا يقال ذلك للنساء. واجتمع الرجل: استوت لحيته وبلغ غاية شابه، ولا يقال ذلك للجارية. ويقال للرجل إذا اتصلت لحيته: مجتمع ثم كهل بعد ذلك، وأنشد أبو عبيد: قد ساد وهو فتى، حتى إذا بلغت أشده، وعلا في الأمر واجتمعا ورجل جميع: مجتمع الخلق. وفي حديث الحسن، رضي الله عنه: أنه سمع أنس بن مالك، رضي الله عنه، وهو يومئذ جميع أي مجتمع الخلق قوي لم يهرم ولم يضعف، والضمير راجع إلى أنس. وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: كان إذا مشى مشى مجتمعا أي شديد الحركة قوي الأعضاء غير مسترخ في المشي. وفي الحديث: إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما أي أن النطفة إذا وقعت في الرحم فأراد الله أن يخلق منها بشرا طارت في جسم المرأة تحت كل ظفر وشعر ثم تمكث أربعين ليلة ثم تنزل دما في الرحم، فذلك جمعها، ويجوز أن يريد بالجمع مكث النطفة بالرحم أربعين يوما تتخمر فيها حتى تتهيأ للخلق والتصوير ثم تخلق بعد الأربعين. ورجل جميع الرأي ومجتمعه: شديده ليس بمنتشره.
والمسجد الجامع: الذي يجمع أهله، نعت له لأنه علامة للاجتماع، وقد يضاف، وأنكره بعضهم، وإن شئت قلت: مسجد الجامع بالإضافة كقولك الحق اليقين وحق اليقين، بمعنى مسجد اليوم الجامع وحق الشئ اليقين لأن إضافة الشئ إلى نفسه لا تجوز إلا على هذا التقدير، وكان الفراء يقول: العرب تضيف الشئ إلى نفسه لاختلاف اللفظين، كما قال الشاعر: فقلت: انجوا عنها نجا الجلد، إنه سيرضيكما منها سنام وغاربه فأضاف النجا وهو الجلد إلى الجلد لما اختلف اللفظان، وروى الأزهري عن الليث قال: ولا يقال مسجد الجامع، ثم قال الأزهري: النحويون أجازوا جميعا ما أنكره الليث، والعرب تضيف الشئ إلى نفسه وإلى نعته إذا اختلف اللفظان كما قال تعالى: وذلك دين القيمة، ومعنى الدين الملة كأنه قال وذلك دين الملة القيمة، وكما قال تعالى: وعد الصدق ووعد الحق، قال: وما علمت أحدا من النحويين أبى إجازته غير الليث، قال: وإنما هو الوعد الصدق والمسجد الجامع والصلاة الأولى.
وجماع كل شئ: مجتمع خلقه. وجماع جسد الإنسان:
رأسه. وجماع الثمر: تجمع براعيمه في موضع واحد على حمله، وقال ذو الرمة:
ورأس كجماع الثريا، ومشفر كسبت اليماني، قده لم يجرد وجماع الثريا: مجتمعها، وقوله أنشده ابن الأعرابي: