لسان العرب - ابن منظور - ج ٨ - الصفحة ٥٥
وفي حديث أبي ذر: ولا جماع لنا فيما بعد أي لا اجتماع لنا.
وجماع الشئ: جمعه، تقول: جماع الخباء الأخبية لأن الجماع ما جمع عددا. يقال الخمر جماع الإثم أي مجمعه ومظنته.
وقال الحسين (* قوله الحسين في النهاية الحسن. وقوله التي جماعها في النهاية: فان جماعها.)، رضي الله عنه: اتقوا هذه الأهواء التي جماعها الضلالة وميعادها النار، وكذلك الجميع، إلا أنه اسم لازم.
والرجل المجتمع: الذي بلغ أشده ولا يقال ذلك للنساء. واجتمع الرجل: استوت لحيته وبلغ غاية شابه، ولا يقال ذلك للجارية. ويقال للرجل إذا اتصلت لحيته: مجتمع ثم كهل بعد ذلك، وأنشد أبو عبيد: قد ساد وهو فتى، حتى إذا بلغت أشده، وعلا في الأمر واجتمعا ورجل جميع: مجتمع الخلق. وفي حديث الحسن، رضي الله عنه: أنه سمع أنس بن مالك، رضي الله عنه، وهو يومئذ جميع أي مجتمع الخلق قوي لم يهرم ولم يضعف، والضمير راجع إلى أنس. وفي صفته، صلى الله عليه وسلم: كان إذا مشى مشى مجتمعا أي شديد الحركة قوي الأعضاء غير مسترخ في المشي. وفي الحديث: إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما أي أن النطفة إذا وقعت في الرحم فأراد الله أن يخلق منها بشرا طارت في جسم المرأة تحت كل ظفر وشعر ثم تمكث أربعين ليلة ثم تنزل دما في الرحم، فذلك جمعها، ويجوز أن يريد بالجمع مكث النطفة بالرحم أربعين يوما تتخمر فيها حتى تتهيأ للخلق والتصوير ثم تخلق بعد الأربعين. ورجل جميع الرأي ومجتمعه: شديده ليس بمنتشره.
والمسجد الجامع: الذي يجمع أهله، نعت له لأنه علامة للاجتماع، وقد يضاف، وأنكره بعضهم، وإن شئت قلت: مسجد الجامع بالإضافة كقولك الحق اليقين وحق اليقين، بمعنى مسجد اليوم الجامع وحق الشئ اليقين لأن إضافة الشئ إلى نفسه لا تجوز إلا على هذا التقدير، وكان الفراء يقول: العرب تضيف الشئ إلى نفسه لاختلاف اللفظين، كما قال الشاعر: فقلت: انجوا عنها نجا الجلد، إنه سيرضيكما منها سنام وغاربه فأضاف النجا وهو الجلد إلى الجلد لما اختلف اللفظان، وروى الأزهري عن الليث قال: ولا يقال مسجد الجامع، ثم قال الأزهري: النحويون أجازوا جميعا ما أنكره الليث، والعرب تضيف الشئ إلى نفسه وإلى نعته إذا اختلف اللفظان كما قال تعالى: وذلك دين القيمة، ومعنى الدين الملة كأنه قال وذلك دين الملة القيمة، وكما قال تعالى: وعد الصدق ووعد الحق، قال: وما علمت أحدا من النحويين أبى إجازته غير الليث، قال: وإنما هو الوعد الصدق والمسجد الجامع والصلاة الأولى.
وجماع كل شئ: مجتمع خلقه. وجماع جسد الإنسان:
رأسه. وجماع الثمر: تجمع براعيمه في موضع واحد على حمله، وقال ذو الرمة:
ورأس كجماع الثريا، ومشفر كسبت اليماني، قده لم يجرد وجماع الثريا: مجتمعها، وقوله أنشده ابن الأعرابي:
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف العين فصل الألف 3
2 فصل الباء 4
3 فصل التاء 27
4 فصل الثاء 39
5 فصل الجيم 40
6 فصل الحاء 62
7 فصل الخاء 62
8 فصل الدال المهملة 81
9 فصل الذال المعجمة 93
10 فصل الراء 99
11 فصل الزاي 140
12 فصل السين المهملة 145
13 فصل الشين المعجمة 171
14 فصل الصاد المهملة 192
15 فصل الضاد المعجمة 216
16 فصل الطاء المهملة 232
17 فصل الظاء المعجمة 243
18 فصل العين المهملة 245
19 فصل الفاء 245
20 فصل القاف 258
21 فصل الكاف 305
22 فصل اللام 317
23 فصل الميم 328
24 فصل النون 345
25 فصل الهاء 365
26 فصل الواو 379
27 فصل الياء 412
28 حرف الغين فصل الألف 417
29 فصل الباء الموحدة 417
30 فصل التاء المثناة 422
31 فصل التاء المثلثة 423
32 فصل الدال المهملة 424
33 فصل الذال المعجمة 425
34 فصل الراء المهملة 426
35 فصل الزاي 431
36 فصل السين المهملة 432
37 فصل الشين المعجمة 436
38 فصل الصاد المهملة 437
39 فصل الضاد المعجمة 443
40 فصل الطاء المهملة 443
41 فصل الظاء المعجمة 444
42 فصل الغين المعجمة 444
43 فصل الفاء 444
44 فصل اللام 448
45 فصل الميم 449
46 فصل النون 452
47 فصل الهاء 457
48 فصل الواو 458