لسان العرب - ابن منظور - ج ٨ - الصفحة ٢٤٣
وضعفا لحق العين، فجعلت السين عوضا من سكون العين الموهن لها المسبب لقلبها وحذفها، وحركة الفاء بعد سكونها لا تدفع عن العين ما لحقها من الضعف بالسكون والتهيؤ للحذف عند سكون اللام، ويؤكد ما قال سيبويه من أن السين عوض من ذهاب حركة العين أنهم قد عوضوا من ذهاب حركة هذه العين حرفا آخر غير السين، وهو الهاء في قول من قال أهرقت، فسكن الهاء وجمع بينها وبين الهمزة، فالهاء هنا عوض من ذهاب فتحة العين لأن الأصل أروقت أو أريقت، والواو عندي أقيس لأمرين: أحدهما أن كون عين الفعل واوا أكثر من كونها ياء فيما اعتلت عينه، والآخر أن الماء إذا هريق ظهر جوهره وصفا فراق رائيه، فهذا أيضا يقوي كون العين منه واوا، على أن الكسائي قد حكى راق الماء يريق إذا انصب، وهذا قاطع بكون العين ياء، ثم إنهم جعلوا الهاء عوضا من نقل فتحة العين عنها إلى الفاء كما فعلوا ذلك في أسطاع، فكما لا يكون أصل أهرقت استفعلت كذلك ينبغي أن لا يكون أصل أسطعت استفعلت، وأما من قال استعت فإنه قلب الطاء تاء ليشاكل بها السين لأنها أختها في الهمس، وأما ما حكاه سيبويه من قولهم يستيع، فإما أن يكونوا أرادوا يستطيع فحذفوا الطاء كما حذفوا لام ظلت وتركوا الزيادة كما تركوها في يبقى، وإما أن يكونوا أبدلوا التاء مكان الطاء ليكون ما بعد السين مهموسا مثلها، وحكى سيبويه ما أستتيع، بتاءين، وما أستيع وعد ذلك في البدل، وحكى ابن جني استاع يستيع، فالتاء بدل من الطاء لا محالة، قال سيبويه: زادوا السين عوضا من ذهاب حركة العين من أفعل. وتطاوع للأمر وتطوع به وتطوعه: تكلف استطاعته. وفي التنزيل:
فمن تطوع خيرا فهو خير له، قال الأزهري: ومن يطوع خيرا، الأصل فيه يتطوع فأدغمت التاء في الطاء، وكل حرف أدغمته في حرف نقلته إلى لفظ المدغم فيه، ومن قرأ: ومن تطوع خيرا، على لفظ الماضي، فمعناه للاستقبال، قال: وهذا قول حذاق النحويين. ويقال: تطاوع لهذا الأمر حتى نستطيعه. والتطوع: ما تبرع به من ذات نفسه مما لا يلزمه فرضه كأنهم جعلوا التفعل هنا اسما كالتنوط.
والمطوعة: الذين يتطوعون بالجهاد، أدغمت التاء في الطاء كما قلناه في قوله: ومن يطوع خيرا، ومنه قوله تعالى: والذين يلمزون المطوعين من المؤمنين، وأصله المتطوعين فأدغم. وحكى أحمد بن يحيى المطوعة، بتخفيف الطاء وشد الواو، ورد عليه أبو إسحق ذلك. وفي حديث أبي مسعود البدري في ذكر المطوعين من المؤمنين: قال ابن الأثير: أصل المطوع المتطوع فأدغمت التاء في الطاء وهو الذي يفعل الشئ تبرعا من نفسه، وهو تفعل من الطاعة.
وطوعة: اسم.
* طيع: الطيع: لغة في الطوع معاقبة.
فصل الظاء المعجمة * ظلع: الظلع: كالغمز. ظلع الرجل والدابة في مشيه يظلع ظلعا: عرج وغمز في مشيه، قال مدرك بن محصن (* قوله محصن كذا في الأصل، وفي شرح القاموس حصن):
رغا صاحبي بعد البكاء، كما رغت موشمة الأطراف رخص عرينها من الملح لا تدري أرجل شمالها بها الظلع، لما هرولت، أم يمينها
(٢٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف العين فصل الألف 3
2 فصل الباء 4
3 فصل التاء 27
4 فصل الثاء 39
5 فصل الجيم 40
6 فصل الحاء 62
7 فصل الخاء 62
8 فصل الدال المهملة 81
9 فصل الذال المعجمة 93
10 فصل الراء 99
11 فصل الزاي 140
12 فصل السين المهملة 145
13 فصل الشين المعجمة 171
14 فصل الصاد المهملة 192
15 فصل الضاد المعجمة 216
16 فصل الطاء المهملة 232
17 فصل الظاء المعجمة 243
18 فصل العين المهملة 245
19 فصل الفاء 245
20 فصل القاف 258
21 فصل الكاف 305
22 فصل اللام 317
23 فصل الميم 328
24 فصل النون 345
25 فصل الهاء 365
26 فصل الواو 379
27 فصل الياء 412
28 حرف الغين فصل الألف 417
29 فصل الباء الموحدة 417
30 فصل التاء المثناة 422
31 فصل التاء المثلثة 423
32 فصل الدال المهملة 424
33 فصل الذال المعجمة 425
34 فصل الراء المهملة 426
35 فصل الزاي 431
36 فصل السين المهملة 432
37 فصل الشين المعجمة 436
38 فصل الصاد المهملة 437
39 فصل الضاد المعجمة 443
40 فصل الطاء المهملة 443
41 فصل الظاء المعجمة 444
42 فصل الغين المعجمة 444
43 فصل الفاء 444
44 فصل اللام 448
45 فصل الميم 449
46 فصل النون 452
47 فصل الهاء 457
48 فصل الواو 458