لسان العرب - ابن منظور - ج ٨ - الصفحة ٥٨
أي جعله جميعا بعدما كان متفرقا، قال: وتفرقه أنه جعل يديره فيقول مرة أفعل كذا ومرة أفعل كذا، فلما عزم على أمر محكم أجمعه أي جعله جمعا، قال:
وكذلك يقال أجمعت النهب، والنهب: إبل القوم التي أغار عليها اللصوص وكانت متفرقة في مراعيها فجمعوها من كل ناحية حتى اجتمعت لهم، ثم طردوها وساقوها، فإذا اجتمعت قيل: أجمعوها، وأنشد لأبي ذؤيب يصف حمرا:
فكأنها بالجزع، بين نبايع وأولات ذي العرجاء، نهب مجمع قال: وبعضهم يقول جمعت أمري. والجمع: أن تجمع شيئا إلى شئ. والإجماع: أن تجمع الشئ المتفرق جميعا، فإذا جعلته جميعا بقي جميعا ولم يكد يتفرق كالرأي المعزوم عليه الممضى، وقيل في قول أبي وجزة السعدي:
وأجمعت الهواجر كل رجع من الأجماد والدمث البثاء أجمعت أي يبست، والرجع: الغدير. والبثاء: السهل.
وأجمعت الإبل: سقتها جميعا. وأجمعت الأرض سائلة وأجمع المطر الأرض إذا سال رغابها وجهادها كلها. وفلاة مجمعة ومجمعة: يجتمع فيها القوم ولا يتفرقون خوف الضلال ونحوه كأنها هي التي تجمعهم. وجمعة من أي قبضة منه.
وفي التنزيل: يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة، خففها الأعمش وثقلها عاصم وأهل الحجاز، والأصل فيها التخفيف جمعة، فمن ثقل أتبع الضمة الضمة، ومن خفف فعلى الأصل، والقراء قرؤوها بالتثقيل، ويقال يوم الجمعة لغة بني عقيل ولو قرئ بها كان صوابا، قال: والذين قالوا الجمعة ذهبوا بها إلى صفة اليوم أنه يجمع الناس كما يقال رجل همزة لمزة ضحكة، وهو الجمعة والجمعة والجمعة، وهو يوم العروبة، سمي بذلك لاجتماع الناس فيه، ويجمع على جمعات وجمع، وقيل: الجمعة على تخفيف الجمعة والجمعة لأنها تجمع الناس كثيرا كما قالوا: رجل لعنة يكثر لعن الناس، ورجل ضحكة يكثر الضحك. وزعم ثعلب أن أول من سماه به كعب بن لؤي جد سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وكان يقال له العروبة، وذكر السهيلي في الروض الأنف أن كعب بن لؤي أول من جمع يوم العروبة، ولم تسم العروبة الجمعة إلا مذ جاء الإسلام، وهو أول من سماها الجمعة فكانت قريش تجتمع إليه في هذا اليوم فيخطبهم ويذكرهم بمبعث النبي، صلى الله عليه وسلم، ويعلمهم أنه من ولده ويأمرهم باتباعه، صلى الله عليه وسلم، والإيمان به، وينشد في هذا أبياتا منها:
يا ليتني شاهد فحواء دعوته، إذا قريش تبغي الحق خذلانا وفي الحديث: أول جمعة جمعت بالمدينة، جمعت بالتشديد أي صليت. وفي حديث معاذ: أنه وجد أهل مكة يجمعون في الحجر فنهاهم عن ذلك، يجمعون أي يصلون صلاة الجمعة وإنما نهاهم عنه لأنهم كانوا يستظلون بفئ الحجر قبل أن تزول الشمس فنهاهم لتقديمهم في الوقت.
وروي عن ابن عباس، رضي الله عنهما، أنه قال: إنما سمي يوم الجمعة لأن الله تعالى جمع فيه خلق آدم، صلى الله على نبينا وعليه وسلم. وقال أقوام: إنما سميت الجمعة في
(٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف العين فصل الألف 3
2 فصل الباء 4
3 فصل التاء 27
4 فصل الثاء 39
5 فصل الجيم 40
6 فصل الحاء 62
7 فصل الخاء 62
8 فصل الدال المهملة 81
9 فصل الذال المعجمة 93
10 فصل الراء 99
11 فصل الزاي 140
12 فصل السين المهملة 145
13 فصل الشين المعجمة 171
14 فصل الصاد المهملة 192
15 فصل الضاد المعجمة 216
16 فصل الطاء المهملة 232
17 فصل الظاء المعجمة 243
18 فصل العين المهملة 245
19 فصل الفاء 245
20 فصل القاف 258
21 فصل الكاف 305
22 فصل اللام 317
23 فصل الميم 328
24 فصل النون 345
25 فصل الهاء 365
26 فصل الواو 379
27 فصل الياء 412
28 حرف الغين فصل الألف 417
29 فصل الباء الموحدة 417
30 فصل التاء المثناة 422
31 فصل التاء المثلثة 423
32 فصل الدال المهملة 424
33 فصل الذال المعجمة 425
34 فصل الراء المهملة 426
35 فصل الزاي 431
36 فصل السين المهملة 432
37 فصل الشين المعجمة 436
38 فصل الصاد المهملة 437
39 فصل الضاد المعجمة 443
40 فصل الطاء المهملة 443
41 فصل الظاء المعجمة 444
42 فصل الغين المعجمة 444
43 فصل الفاء 444
44 فصل اللام 448
45 فصل الميم 449
46 فصل النون 452
47 فصل الهاء 457
48 فصل الواو 458