لسان العرب - ابن منظور - ج ٨ - الصفحة ٣٨٥
على ثقة: دعني من هند فلا جديدها ودعت ولا خلقها رقعت. وفي حديث الخرص: إذا خرصتم فخذوا ودعوا الثلث، فإن لم تدعوا الثلث فدعوا الربع، قال الخطابي: ذهب بعض أهل العلم إلى أنه يترك لهم من عرض المال توسعة عليهم لأنه إن أخذ الحق منهم مستوفى أضر بهم، فإنه يكون منها الساقطة والهالكة وما يأكله الطير والناس، وكان عمر، رضي الله عنه، يأمر الخراص بذلك. وقال بعض العلماء: لا يترك لهم شئ شائع في جملة النخل بل يفرد لهم نخلات معدودة قد علم مقدار ثمرها بالخرص، وقيل: معناه أنهم إذا لم يرضوا بخرصكم فدعوا لهم الثلث أو الربع ليتصرفوا فيه ويضمنوا حقه ويتركوا الباقي إلى أن يجف ويؤخذ حقه، لا أنه يترك لهم بلا عوض ولا اخراج، ومنه الحديث: دع داعي اللبن أي اترك منه في الضرع شيئا يستنزل اللبن ولا تستقص حلبه.
والوداع: توديع الناس بعضهم بعضا في المسير. وتوديع المسافر أهله إذا أراد سفرا: تخليفه إياهم خافضين وادعين، وهم يودعونه إذا سافر تفاؤلا بالدعة التي يصير إليها إذا قفل. ويقال ودعت، بالتخفيف، فوودع، وأنشد ابن الأعرابي:
وسرت المطية مودوعة، تضحي رويدا، وتمسي زريقا وهو من قولهم فرس وديع ومودوع ومودع. وتودع القوم وتوادعوا: ودع بعضهم بعضا. والتوديع عند الرحيل، والاسم الوادع، بالفتح. قال شمر: والتوديع يكون للحي والميت، وأنشد بيت لبيد: فودع بالسلام أبا حريز، وقل وداع أربد بالسلام وقال القطامي:
قفي قبل التفرق يا ضباعا، ولا يك موقف منك الوداعا أراد ولا يك منك موقف الوداع وليكن موقف غبطة وإقامة لأن موقف الوداع يكون للفراق ويكون منغصا بما يتلوه من التباريح والشوق. قال الأزهري: والتوديع، وإن كان أصله تخليف المسافر أهله وذويه وادعين، فإن العرب تضعه موضع التحية والسلام لأنه إذا خلف دعا لهم بالسلامة والبقاء ودعوا بمثل ذلك، ألا ترى أن لبيدا قال في أخيه وقد مات:
فودع بالسلام أبا حريز أراد الدعاء له بالسلام بعد موته، وقد رثاه لبيد بهذا الشعر وودعه توديع الحي إذا سافر، وجائز أن يكون التوديع تركه إياه في الخفض والدعة. وفي نوادر الأعراب: تودع مني أي سلم علي. قال الأزهري: فمعنى تودع منهم أي سلم عليهم للتوديع، وأنشد ابن السكيت قول مالك بن نويرة وذكر ناقته:
قاظت أثال إلى الملا، وتربعت بالحزن عازبة تسن وتودع قال: تودع أي تودع، تسن أي تصقل بالرعي. يقال:
سن إبله إذا أحسن القيام عليها وصقلها، وكذلك صقل فرسه إذا أراد أن يبلغ من ضمره ما يبلغ الصيقل من السيف، وهذا مثل،
(٣٨٥)
مفاتيح البحث: الموت (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 380 381 382 383 384 385 386 387 388 389 390 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف العين فصل الألف 3
2 فصل الباء 4
3 فصل التاء 27
4 فصل الثاء 39
5 فصل الجيم 40
6 فصل الحاء 62
7 فصل الخاء 62
8 فصل الدال المهملة 81
9 فصل الذال المعجمة 93
10 فصل الراء 99
11 فصل الزاي 140
12 فصل السين المهملة 145
13 فصل الشين المعجمة 171
14 فصل الصاد المهملة 192
15 فصل الضاد المعجمة 216
16 فصل الطاء المهملة 232
17 فصل الظاء المعجمة 243
18 فصل العين المهملة 245
19 فصل الفاء 245
20 فصل القاف 258
21 فصل الكاف 305
22 فصل اللام 317
23 فصل الميم 328
24 فصل النون 345
25 فصل الهاء 365
26 فصل الواو 379
27 فصل الياء 412
28 حرف الغين فصل الألف 417
29 فصل الباء الموحدة 417
30 فصل التاء المثناة 422
31 فصل التاء المثلثة 423
32 فصل الدال المهملة 424
33 فصل الذال المعجمة 425
34 فصل الراء المهملة 426
35 فصل الزاي 431
36 فصل السين المهملة 432
37 فصل الشين المعجمة 436
38 فصل الصاد المهملة 437
39 فصل الضاد المعجمة 443
40 فصل الطاء المهملة 443
41 فصل الظاء المعجمة 444
42 فصل الغين المعجمة 444
43 فصل الفاء 444
44 فصل اللام 448
45 فصل الميم 449
46 فصل النون 452
47 فصل الهاء 457
48 فصل الواو 458