لسان العرب - ابن منظور - ج ٨ - الصفحة ٣٨٢
فكأنه مفعول من الدعة أي أنه ينال متدعا من الجري متروكا لا يضرب ولا يزجر ما يسبق به، وبيت خفاف بن ندبة هذا أورده الجوهري وفسره فقال أي متروك لا يضرب ولا يزجر، قال ابن بري: مودوع ههنا من الدعة التي هي السكون لا من الترك كما ذكر الجوهري أي أنه جرى ولم يجهد كما أوردناه، وقال ابن بزرج: فرس وديع ومودوع ومودع، وقال ذو الإصبع العدواني:
أقصر من قيده وأودعه، حتى إذا السرب ريع أو فزعا والدعة: من وقار الرجل الوديع. وقولهم: عليك بالمودوع أي بالسكينة والوقار، فإن قلت: فإنه لفظ مفعول ولا فعل له إذا لم يقولوا ودعته في هذا المعنى، قيل: قد تجئ الصفة ولا فعل لها كما حكي من قولهم رجل مفؤود للجبان، ومدرهم للكثير الدرهم، ولم يقولوا فئد ولا درهم. وقالوا: أسعده الله، فهو مسعود، ولا يقال سعد إلا في لغة شاذة. وإذا أمرت الرجل بالسكينة والوقار قلت له:
تودع واتدع، قال الأزهري: وعليك بالمودوع من غير أن تجعل له فعلا ولا فاعلا مثل المعسور والميسور، قال الجوهري: وقولهم عليك بالمودوع أي بالسكينة والوقار، قال: لا يقال منه ودعه كما لا يقال من المعسور والميسور عسره ويسره. وودع الشئ يدع واتدع، كلاهما: سكن، وعليه أنشد بعضهم بيت الفرزدق:
وعض زمان يا ابن مروان، لم يدع من المال إلا مسحت أو مجلف فمعنى لم يدع لم يتدع ولم يثبت، والجملة بعد زمان في موضع جر لكونها صفة له، والعائد منها إليه محذوف للعلم بموضعه، والتقدير فيه لم يدع فيه أو لأجله من المال إلا مسحت أو مجلف، فيرتفع مسحت بفعله ومجلف عطف عليه، وقيل: معنى قوله لم يدع لم يبق ولم يقر، وقيل: لم يستقر، وأنشده سلمة إلا مسحتا أو مجلف أي لم يترك من المال إلا شيئا مستأصلا هالكا أو مجلف كذلك، ونحو ذلك رواه الكسائي وفسره، قال: وهو كقولك ضربت زيدا وعمرو، تريد وعمرو مضروب، فلما لم يظهر له الفعل رفع، وأنشد ابن بري لسويد بن أبي كاهل:
أرق العين خيال لم يدع من سليمى، ففؤادي منتزع أي لم يستقر. وأودع الثوب وودعه: صانه. قال الأزهري:
والتوديع أن تودع ثوبا في صوان لا يصل إليه غبار ولا ريح.
وودعت الثوب بالثوب وأنا أدعه، مخفف. وقال أبو زيد: الميدع كل ثوب جعلته ميدعا لثوب جديد تودعه به أي تصونه به. ويقال:
ميداعة، وجمع الميدع موادع، وأصله الواو لأنك ودعت به ثوبك أي رفهته به، قال ذو الرمة:
هي الشمس إشراقا، إذا ما تزينت، وشبه النقا مقترة في الموادع وقال الأصمعي: الميدع الثوب الذي تبتذله وتودع به ثياب الحقوق ليوم الحفل، وإنما يتخذ الميدع ليودع به المصون.
وتودع فلان فلانا إذا ابتذله في حاجته. وتودع ثياب صونه إذا ابتذلها. وفي الحديث: صلى معه عبد الله
(٣٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف العين فصل الألف 3
2 فصل الباء 4
3 فصل التاء 27
4 فصل الثاء 39
5 فصل الجيم 40
6 فصل الحاء 62
7 فصل الخاء 62
8 فصل الدال المهملة 81
9 فصل الذال المعجمة 93
10 فصل الراء 99
11 فصل الزاي 140
12 فصل السين المهملة 145
13 فصل الشين المعجمة 171
14 فصل الصاد المهملة 192
15 فصل الضاد المعجمة 216
16 فصل الطاء المهملة 232
17 فصل الظاء المعجمة 243
18 فصل العين المهملة 245
19 فصل الفاء 245
20 فصل القاف 258
21 فصل الكاف 305
22 فصل اللام 317
23 فصل الميم 328
24 فصل النون 345
25 فصل الهاء 365
26 فصل الواو 379
27 فصل الياء 412
28 حرف الغين فصل الألف 417
29 فصل الباء الموحدة 417
30 فصل التاء المثناة 422
31 فصل التاء المثلثة 423
32 فصل الدال المهملة 424
33 فصل الذال المعجمة 425
34 فصل الراء المهملة 426
35 فصل الزاي 431
36 فصل السين المهملة 432
37 فصل الشين المعجمة 436
38 فصل الصاد المهملة 437
39 فصل الضاد المعجمة 443
40 فصل الطاء المهملة 443
41 فصل الظاء المعجمة 444
42 فصل الغين المعجمة 444
43 فصل الفاء 444
44 فصل اللام 448
45 فصل الميم 449
46 فصل النون 452
47 فصل الهاء 457
48 فصل الواو 458