لسان العرب - ابن منظور - ج ٨ - الصفحة ٣٨٤
وسائر القراء قرؤوه:
ودعك، بالتشديد، وقرأ عروة بن الزبير: ما ودعك ربك، بالتخفيف، والمعنى فيهما واحد، أي ما تركك ربك، قال:
وكان ما قدموا لأنفسهم أكثر نفعا من الذي ودعوا وقال ابن جني: إنما هذا على الضرورة لأن الشاعر إذا اضطر جاز له أن ينطق بما ينتجه القياس، وإن لم يرد به سماع، وأنشد قول أبي الأسود الدؤلي:
ليت شعري، عن خليلي، ما الذي غاله في الحب حتى ودعه؟
وعليه قرأ بعضهم: ما ودعك ربك وما قلى، لأن الترك ضرب من القلى، قال: فهذا أحسن من أن يعل باب استحوذ واستنوق الجمل لأن استعمال ودع مراجعة أصل، وإعلال استحوذ واستنوق ونحوهما من المصحح ترك أصل، وبين مراجعة الأصول وتركها ما لا خفاء به، وهذا بيت روى الأزهري عن ابن أخي الأصمعي أن عمه أنشده لأنس بن زنيم الليثي:
ليت شعري، عن أميري، ما الذي غاله في الحب حتى ودعه؟
لا يكن برقك برقا خلبا، إن خير البرق ما الغيث معه قال ابن بري: وقد روي البيتان للمذكورين، وقال الليث: العرب لا تقول ودعته فأنا وادع أي تركته ولكن يقولون في الغابر يدع، وفي الأمر دعه، وفي النهي لا تدعه، وأنشد:
أكثر نفعا من الذي ودعوا يعني تركوا. وفي حديث ابن عباس: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال:
لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن على قلوبهم أي عن تركهم إياها والتخلف عنها من ودع الشئ يدعه ودعا إذا تركه، وزعمت النحوية أن العرب أماتوا مصدر يدع ويذر واستغنوا عنه بترك، والنبي، صلى الله عليه وسلم، أفصح العرب وقد رويت عنه هذه الكلمة، قال ابن الأثير: وإنما يحمل قولهم على قلة استعماله فهو شاذ في الاستعمال صحيح في القياس، وقد جاء في غير حديث حتى قرئ به قوله تعالى: ما ودعك ربك وما قلى، بالتخفيف، وأنشد ابن بري لسويد بن أبي كاهل:
سل أميري: ما الذي غيره عن وصالي، اليوم، حتى ودعه؟
وأنشد لآخر:
فسعى مسعاته في قومه، ثم لم يدرك، ولا عجزا ودع وقالوا: لم يدع ولم يذر شاذ، والأعرف لم يودع ولم يوذر، وهو القياس. والوداع، بالفتح: الترك. وقد ودعه ووادعه وودعه ووادعه دعاء له من ذلك، قال:
فهاج جوى في القلب ضمنه الهوى، ببينونة ينأى بها من يوادع وقيل في قول ابن مفرغ:
دعيني من اللوم بعض الدعه أي اتركيني بعض الترك. وقال ابن هانئ في المرريه (* قوله في المرريه كذا بالأصل) الذي يتصنع في الأمر ولا يعتمد منه
(٣٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 389 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف العين فصل الألف 3
2 فصل الباء 4
3 فصل التاء 27
4 فصل الثاء 39
5 فصل الجيم 40
6 فصل الحاء 62
7 فصل الخاء 62
8 فصل الدال المهملة 81
9 فصل الذال المعجمة 93
10 فصل الراء 99
11 فصل الزاي 140
12 فصل السين المهملة 145
13 فصل الشين المعجمة 171
14 فصل الصاد المهملة 192
15 فصل الضاد المعجمة 216
16 فصل الطاء المهملة 232
17 فصل الظاء المعجمة 243
18 فصل العين المهملة 245
19 فصل الفاء 245
20 فصل القاف 258
21 فصل الكاف 305
22 فصل اللام 317
23 فصل الميم 328
24 فصل النون 345
25 فصل الهاء 365
26 فصل الواو 379
27 فصل الياء 412
28 حرف الغين فصل الألف 417
29 فصل الباء الموحدة 417
30 فصل التاء المثناة 422
31 فصل التاء المثلثة 423
32 فصل الدال المهملة 424
33 فصل الذال المعجمة 425
34 فصل الراء المهملة 426
35 فصل الزاي 431
36 فصل السين المهملة 432
37 فصل الشين المعجمة 436
38 فصل الصاد المهملة 437
39 فصل الضاد المعجمة 443
40 فصل الطاء المهملة 443
41 فصل الظاء المعجمة 444
42 فصل الغين المعجمة 444
43 فصل الفاء 444
44 فصل اللام 448
45 فصل الميم 449
46 فصل النون 452
47 فصل الهاء 457
48 فصل الواو 458