لسان العرب - ابن منظور - ج ٨ - الصفحة ٣٣
روضة، وقيل: الترعة المتن المرتفع من الأرض، قال ثعلب: هو مأخوذ من الإناء المترع، قال: ولا يعجبني. وقال أبو زياد الكلابي: أحسن ما تكون الروضة على المكان فيه غلظ وارتفاع، وأنشد قول الأعشى:
ما روضة من رياض الحزن معشبة خضراء، جاد عليها مسبل هطل فأما قول ابن مقبل:
هاجوا الرحيل، وقالوا: إن مشربكم ماء الزنانير من ماوية الترع فهو جمع الترعة من الأرض، وهو على بدل من قوله ماء الزنانير كأنه قال غدران ماء الزنانير، وهي موضع. ورواه ابن الأعرابي: الترع، وزعم أنه أراد المملوءة فهو على هذا صفة لماوية، وهذا القول ليس بقوي لأنا لم نسمعهم قالوا آنية ترع.
والترعة: الباب. وحديث سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: إن منبري هذا على ترعة من ترع الجنة، قيل فيه: الترعة الباب، كأنه قال منبري على باب من أبواب الجنة، قال ذلك سهل بن سعد الساعدي وهو الذي روى الحديث، قال أبو عبيد: وهو الوجه، وقيل: الترعة المرقاة من المنبر، قال القتيبي: معناه أن الصلاة والذكر في هذا الموضع يؤديان إلى الجنة فكأنه قطعة منها، وكذلك قوله في الحديث الآخر: ارتعوا في رياض الجنة أي مجالس الذكر، وحديث ابن مسعود: من أراد أن يرتع في رياض الجنة فليقرأ أل حم، وهذا المعنى من الاستعارة في الحديث كثير، كقوله عائد المريض في مخارف الجنة، والجنة تحت بارقة السيوف، وتحت أقدام الأمهات أي أن هذه الأشياء تؤدي إلى الجنة، وقيل: الترعة في الحديث الدرجة، وقيل: الروضة. وفي الحديث أيضا: إن قدمي على ترعة من ترع الحوض، ولم يفسره، أبو عبيد. أبو عمرو: الترعة مقام الشاربة من الحوض. وقال الأزهري: ترعة الحوض مفتح الماء إليه، ومنه يقال: أترعت الحوض إتراعا إذا ملأته، وأترعت الإناء، فهو مترع. والتراع: البواب، عن ثعلب، قال هدبة (* قوله قال هدبة أي يصف السجن كما في الأساس) بن الخشرم:
يخيرني تراعه بين حلقة أزوم، إذا عضت، وكبل مضبب قال ابن بري: والذي في شعره يخيرين حداده. وروى الأزهري عن حماد بن سلمة أنه قال: قرأت في مصحف أبي بن كعب: وترعت الأبواب، قال:
هو في معنى غلقت الأبواب. والترعة: فم الجدول ينفجر من النهر، والجمع كالجمع. وفي الصحاح: والترعة أفواه الجداول، قال ابن بري: صوابه والترع جمع ترعة أفواه الجداول. وفي الحديث: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال وهو على المنبر: إن قدمي على ترعة من ترع الجنة، وقال: إن عبدا من عباد الله خيره ربه بين أن يعيش في الدنيا ما شاء وبين أن يأكل في الدنيا ما شاء وبين لقائه فاختار العبد لقاء ربه، قال: فبكى أبو بكر، رضي الله عنه، حين قالها وقال: بل نفديك يا رسول الله بآبائنا. قال أبو القاسم الزجاجي: والرواية متصلة من غير وجه أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال هذا في مرضه الذي مات فيه، نعى نفسه، صلى الله عليه وسلم، إلى أصحابه. والترعة: مسيل الماء إلى الروضة، والجمع من كل ذلك ترع. والترعة: شجرة صغيرة تنبت مع البقل وتيبس معه هي أحب
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف العين فصل الألف 3
2 فصل الباء 4
3 فصل التاء 27
4 فصل الثاء 39
5 فصل الجيم 40
6 فصل الحاء 62
7 فصل الخاء 62
8 فصل الدال المهملة 81
9 فصل الذال المعجمة 93
10 فصل الراء 99
11 فصل الزاي 140
12 فصل السين المهملة 145
13 فصل الشين المعجمة 171
14 فصل الصاد المهملة 192
15 فصل الضاد المعجمة 216
16 فصل الطاء المهملة 232
17 فصل الظاء المعجمة 243
18 فصل العين المهملة 245
19 فصل الفاء 245
20 فصل القاف 258
21 فصل الكاف 305
22 فصل اللام 317
23 فصل الميم 328
24 فصل النون 345
25 فصل الهاء 365
26 فصل الواو 379
27 فصل الياء 412
28 حرف الغين فصل الألف 417
29 فصل الباء الموحدة 417
30 فصل التاء المثناة 422
31 فصل التاء المثلثة 423
32 فصل الدال المهملة 424
33 فصل الذال المعجمة 425
34 فصل الراء المهملة 426
35 فصل الزاي 431
36 فصل السين المهملة 432
37 فصل الشين المعجمة 436
38 فصل الصاد المهملة 437
39 فصل الضاد المعجمة 443
40 فصل الطاء المهملة 443
41 فصل الظاء المعجمة 444
42 فصل الغين المعجمة 444
43 فصل الفاء 444
44 فصل اللام 448
45 فصل الميم 449
46 فصل النون 452
47 فصل الهاء 457
48 فصل الواو 458