قال ابن بري: ويقال له التابع والتبع والحادي والتالي، قال مهلهل:
كأن التابع المسكين فيها أجير في حدايات الوقير (* رواية أخرى: حدابات بدل حدايات.) والتبابعة: ملوك اليمن، واحدهم تبع، سموا بذلك لأنه يتبع بعضهم بعضا كلما هلك واحد قام مقامه آخر تابعا له على مثل سيرته، وزادوا الهاء في التبابعة لإرادة النسب، وقول أبي ذؤيب:
وعليهما ماذيتان قضاهما داود، أو صنع السوابغ تبع سمع أن داود، على نبينا وعليه الصلاة والسلام، كان سخر له الحديد فكان يصنع منه ما أراد، وسمع أن تبعا عملها وكان تبع أمر بعملها ولم يصنعها بيده لأنه كان أعظم شأنا من أن يصنع بيده. وقوله تعالى: أهم خير أم قوم تبع، قال الزجاج: جاء في التفسير أن تبعا كان ملكا من الملوك وكان مؤمنا وأن قومه كانوا كافرين وكان فيهم تبابعة، وجاء أيضا أنه نظر إلى كتاب على قبرين بناحية. حمير: هذا قبر رضوى وقبر حبى، ابنتي تبع، لا تشركان بالله شيئا، قال الأزهري: وأما تبع الملك الذي ذكره الله عز وجل في كتابه فقال: وقوم تبع كل كذب الرسل، فقد روي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ما أدري تبع كان لعينا أم لا (* قوله تبع كان لعينا أم لا هكذا في الأصل الذي بأيدينا ولعله محرف، والأصل كان نبيا إلخ. ففي تفسير الخطيب عند قوله تعالى في سورة الدخان أهم خير أم قوم تبع، وعن النبي، صلى الله عليه وسلم: لا تسبوا تبعا فإنه كان قد أسلم. وعنه صلى الله عليه وسلم: ما أدري أكان تبع نبيا أو غير نبي، وعن عائشة، رضي الله عنها، قالت: لا تسبوا تبعا فإنه كان رجلا صالحا)، قال: ويقال إن تبت اشتق لهم هذا الاسم من اسم تبع ولكن فيه عجمة. ويقال: هم اليوم من وضائع تبع بتلك البلاد. وفي الحديث: لا تسبوا تبعا فإنه أول من كسا الكعبة، قيل: هو ملك في الزمان الأول اسمه أسعد أبو كرب، وقيل: كان ملك اليمن لا يسمى تبعا حتى يملك حضرموت وسبأ وحمير.
والتبع: ضرب من الطير، وقيل: التبع ضرب من اليعاسيب وهو أعظمها وأحسنها، والجمع التبابع تشبيها بأولئك الملوك، وكذلك الباء هنا ليشعروا بالهاء هنالك. والتبع: سيد النحل:
وتابع عمله وكلامه: أتقنه وأحكمه، قال كراع: ومنه حديث أبي واقد الليثي: تابعنا الأعمال فلم نجد شيئا أبلغ في طلب الآخرة من الزهد في الدنيا أي أحكمناها وعرفناها. ويقال: تابع فلان كلامه وهو تبيع للكلام إذا أحكمه. ويقال: هو يتابع الحديث إذا كان يسرده، وقيل: فلان متتابع العلم إذا كان علمه يشاكل بعضه بعضا لا تفاوت فيه. وغصن متتابع إذا كان مستويا لا أبن فيه. ويقال:
تابع المرتع المال فتتابعت أي سمن خلقها فسمنت وحسنت، قال أبو وجزة السعدي:
حرف مليكية كالفحل تابعها، في خصب عامين، إفراق وتهميل (* قوله مليكية كذا بالأصل مضبوطا وفي الأساس بياء واحدة قبل الكاف.) وناقة مفرق: تمكث سنتين أو ثلاثا لا تلقح، وأما قول سلامان الطائي:
أخفن اطناني إن شكين، وإنني لفي شغل عن ذحلي اليتتبع