لسان العرب - ابن منظور - ج ٨ - الصفحة ٢٨
وبعير هامل وهمل، وهو الضال المهمل، قال كراع: كل هذا جمع والصحيح ما بدأنا به، وهو قول سيبويه فيما ذكر من هذا وقياس قوله فيما لم يذكره منه: والتبع يكون واحدا وجماعة. وقوله عز وجل: إنا كنا لكم تبعا، يكون اسما لجمع تابع ويكون مصدرا أي ذوي تبع، ويجمع على أتباع.
وتبعت الشئ وأتبعته: مثل ردفته وأردفته، ومنه قوله تعالى: إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب، قال أبو عبيد: أتبعت القوم مثل أفعلت إذا كانوا قد سبقوك فلحقتهم، قال:
واتبعتهم مثل افتعلت إذا مروا بك فمضيت، وتبعتهم تبعا مثله. ويقال: ما زلت أتبعهم حتى أتبعتهم أي حتى أدركتهم. وقال الفراء: أتبع أحسن من اتبع لأن الاتباع أن يسير الرجل وأنت تسير وراءه، فإذا قلت أتبعته فكأنك قفوته. وقال الليث: تبعت فلانا واتبعته وأتبعته سواء. وأتبع فلان فلانا إذا تبعه يريد به شرا كما أتبع الشيطان الذي انسلخ من آيات الله فكان من الغاوين، وكما أتبع فرعون موسى. وأما التتبع:
فأن تتتبع في مهلة شيئا بعد شئ، وفلان يتتبع مساوي فلان وأثره ويتتبع مداق الأمور ونحو ذلك. وفي حديث زيد بن ثابت حين أمره أبو بكر الصديق بجمع القرآن قال: فعلقت أتتبعه من اللخاف والعسب، وذلك أنه استقصى جميع القرآن من المواضع التي كتب فيها حتى ما كتب في اللخاف، وهي الحجارة، وفي العسب، وهي جريد النخل، وذلك أن الرق أعوزهم حين نزل على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فأمر كاتب الوحي فيما تيسر من كتف ولوح وجلد وعسيب ولخفة، وإنما تتبع زيد بن ثابت القرآن وجمعه من المواضع التي كتب فيها ولم يقتصر على ما حفظ هو وغيره، وكان من أحفظ الناس للقرآن استظهارا واحتياطا لئلا يسقط منه حرف لسوء حفظ حافظه أو يتبدل حرف بغيره، وهذا يدل على أن الكتابة أضبط من صدور الرجال وأحرى أن لا يسقط منه شئ، فكان زيد يتتبع في مهلة ما كتب منه في مواضعه ويضمه إلى الصحف، ولا يثبت في تلك الصحف إلا ما وجده مكتوبا كما أنزل على النبي، صلى الله عليه وسلم، وأملاه على من كتبه.
واتبع القرآن: ائتم به وعمل بما فيه. وفي حديث أبي موسى الأشعري، رضي الله عنه: إن هذا القرآن كائن لكم أجرا وكائن عليكم وزرا فاتبعوا القرآن ولا يتبعنكم القرآن، فإنه من يتبع القرآن يهبط به على رياض الجنة، ومن يتبعه القرآن يزخ في قفاه حتى يقذف به في نار جهنم، يقول: اجعلوه أمامكم ثم اتلوه كما قال تعالى: الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أي يتبعونه حق اتباعه، وأراد لا تدعوا تلاوته والعمل به فتكونوا قد جعلتموه وراءكم كما فعل اليهود حين نبذوا ما أمروا به وراء ظهورهم، لأنه إذا اتبعه كان بين يديه، وإذا خالفه كان خلفه، وقيل: معنى قوله لا يتبعنكم القرآن أي لا يطلبنكم القرآن بتضييعكم إياه كما يطلب الرجل صاحبه بالتبعة، قال أبو عبيد: وهذا معنى حسن يصدقه الحديث الآخر: إن القرآن شافع مشفع وماحل مصدق، فجعله يمحل صاحبه إذا لم يتبع ما فيه. وقوله عز وجل: أو التابعين غير أولي الإربة، فسره ثعلب فقال: هم أتباع الزوج ممن يخدمه مثل الشيخ الفاني والعجوز الكبيرة.
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف العين فصل الألف 3
2 فصل الباء 4
3 فصل التاء 27
4 فصل الثاء 39
5 فصل الجيم 40
6 فصل الحاء 62
7 فصل الخاء 62
8 فصل الدال المهملة 81
9 فصل الذال المعجمة 93
10 فصل الراء 99
11 فصل الزاي 140
12 فصل السين المهملة 145
13 فصل الشين المعجمة 171
14 فصل الصاد المهملة 192
15 فصل الضاد المعجمة 216
16 فصل الطاء المهملة 232
17 فصل الظاء المعجمة 243
18 فصل العين المهملة 245
19 فصل الفاء 245
20 فصل القاف 258
21 فصل الكاف 305
22 فصل اللام 317
23 فصل الميم 328
24 فصل النون 345
25 فصل الهاء 365
26 فصل الواو 379
27 فصل الياء 412
28 حرف الغين فصل الألف 417
29 فصل الباء الموحدة 417
30 فصل التاء المثناة 422
31 فصل التاء المثلثة 423
32 فصل الدال المهملة 424
33 فصل الذال المعجمة 425
34 فصل الراء المهملة 426
35 فصل الزاي 431
36 فصل السين المهملة 432
37 فصل الشين المعجمة 436
38 فصل الصاد المهملة 437
39 فصل الضاد المعجمة 443
40 فصل الطاء المهملة 443
41 فصل الظاء المعجمة 444
42 فصل الغين المعجمة 444
43 فصل الفاء 444
44 فصل اللام 448
45 فصل الميم 449
46 فصل النون 452
47 فصل الهاء 457
48 فصل الواو 458