لسان العرب - ابن منظور - ج ٨ - الصفحة ٢٢
بوعا: مد يديه معه حتى صار باعا، وبعته، وقيل: هو مدكه بباعك كما تقول شبرته من الشبر، والمعنيان متقاربان، قال ذو الرمة يصف أرضا:
ومستامة تستام، وهي رخيصة، تباع بساحات الأيادي وتمسح مستامة يعني أرضا تسوم فيها الإبل من السير لا من السوم الذي هو البيع، وتباع أي تمد فيها الإبل أبواعها وأيديها، وتمسح من المسح الذي هو القطع كقوله تعالى: فطفق مسحا بالسوق والأعناق، أي قطعها. والإبل تبوع في سيرها وتبوع: تمد أبواعها، وكذلك الظباء. والبائع: ولد الظبي إذا باع في مشيه، صفة غالبة، والجمع بوع وبوائع. ومر يبوع ويتبوع أي يمد باعه ويملأ ما بين خطوه. والباع: السعة في المكارم، وقد قصر باعه عن ذلك: لم يسعه، كله على المثل، ولا يستعمل البوع هنا. وباع بماله يبوع: بسط به باعه، قال الطرماح:
لقد خفت أن ألقى المنايا، ولم أنل من المال ما أسمو به وأبوع ورجل طويل الباع أي الجسم، وطويل الباع وقصيره في الكرم، وهو على المثل، ولا يقال قصير الباع في الجسم. وجمل بواع: جسيم. وربما عبر بالباء عن الشرف والكرم، قال العجاج:
إذا الكرام ابتدروا الباع بدر، تقضي البازي إذا البازي كسر وقال حجر بن خالد:
ندهدق بضع اللحم للباع والندى، وبعضهم تغلي بذم مناقعه وفي نسخة: مراجله. قال الأزهري: البوع والباع لغتان، ولكنهم يسمون البوع في الخلقة، فأما بسط الباع في الكرم ونحوه فلا يقولون إلا كريم الباع، قال: والبوع مصدر باع يبوع وهو بسط الباع في المشي، والإبل تبوع في سيرها. وقال بعض أهل العربية: إن رباع بني فلان قد بعن من البيع، وقد بعن من البوع، فضموا الباء في البوع وكسروها في البيع للفرق بين الفاعل والمفعول، ألا ترى أنك تقول: رأيت إماء بعن متاعا إذا كن بائعات، ثم تقول: رأيت إماء بعن إذا كن مبيعات؟ فإنما بين الفاعل من المفعول باختلاف الحركات وكذلك من البوع، قال الأزهري: ومن العرب من يجري ذوات الياء على الكسر وذوات الواو على الضم، سمعت العرب تقول: صفنا بمكان كذا وكذا أي أقمنا به في الصيف، وصفنا أيضا أي أصابنا مطر الصيف، فلم يفرقوا بين فعل الفاعلين والمفعولين. وقال الأصمعي: قال أبو عمرو بن العلاء سمعت ذا الرمة يقول: ما رأيت أفصح من أمة آل فلان، قلت لها: كيف كان المطر عندكم؟ فقالت: غثنا ما شئنا، رواه هكذا بالكسر. وروى ابن هانئ عن أبي زيد قال: يقال للإماء قد بعن، أشموا الباء شيئا من الرفع، وكذلك الخيل قد قدن والنساء قد عدن من مرضهن، أشموا كل هذا شيئا من الرفع نحو: قد قيل ذلك، وبعضهم يقول: قول. وباع الفرس في جريه أي أبعد الخطو، وكذلك الناقة، ومنه قول بشر بن أبي خازم:
فعد طلابها وتسل عنها بحرف، قد تغير إذا تبوع
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف العين فصل الألف 3
2 فصل الباء 4
3 فصل التاء 27
4 فصل الثاء 39
5 فصل الجيم 40
6 فصل الحاء 62
7 فصل الخاء 62
8 فصل الدال المهملة 81
9 فصل الذال المعجمة 93
10 فصل الراء 99
11 فصل الزاي 140
12 فصل السين المهملة 145
13 فصل الشين المعجمة 171
14 فصل الصاد المهملة 192
15 فصل الضاد المعجمة 216
16 فصل الطاء المهملة 232
17 فصل الظاء المعجمة 243
18 فصل العين المهملة 245
19 فصل الفاء 245
20 فصل القاف 258
21 فصل الكاف 305
22 فصل اللام 317
23 فصل الميم 328
24 فصل النون 345
25 فصل الهاء 365
26 فصل الواو 379
27 فصل الياء 412
28 حرف الغين فصل الألف 417
29 فصل الباء الموحدة 417
30 فصل التاء المثناة 422
31 فصل التاء المثلثة 423
32 فصل الدال المهملة 424
33 فصل الذال المعجمة 425
34 فصل الراء المهملة 426
35 فصل الزاي 431
36 فصل السين المهملة 432
37 فصل الشين المعجمة 436
38 فصل الصاد المهملة 437
39 فصل الضاد المعجمة 443
40 فصل الطاء المهملة 443
41 فصل الظاء المعجمة 444
42 فصل الغين المعجمة 444
43 فصل الفاء 444
44 فصل اللام 448
45 فصل الميم 449
46 فصل النون 452
47 فصل الهاء 457
48 فصل الواو 458