* رثع: الرثع، بالتحريك: الطمع والحرص الشديد، ومنه حديث عمر بن عبد العزيز يصف القاضي: ينبغي أن يكون ملقيا للرثع متحملا للأئمة، الرثع، بفتح الثاء: الدناءة والشره والحرص وميل النفس إلى دنئ المطامع، وقال:
وأرقع الجفنة بالهيه الرثع والهيه: الذي ينحى ويطرد، يقال له: هيه هيه، يطرد لدنس ثيابه. وقد رثع رثعا، فهو رثع: شره ورضي الدناءة، وفي الصحاح: فهو راثع. ورجل رثع: حريص ذو طمع. والراثع: الذي يرضى من العطية باليسير ويخادن أخدان السوء، والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر.
* رجع: رجع يرجع رجعا ورجوعا ورجعي ورجعانا ومرجعا ومرجعة: انصرف. وفي التنزيل: إن إلى ربك الرجعى، أي الرجوع والمرجع، مصدر على فعلى، وفيه: إلى الله مرجعكم جميعا، أي رجوعكم، حكاه سيبويه فيما جاء من المصادر التي من فعل يفعل على مفعل، بالكسر، ولا يجوز أن يكون ههنا اسم المكان لأنه قد تعدى بإلى، وانتصبت عنه الحال، واسم المكان لا يتعدى بحرف ولا تنتصب عنه الحال إلا أن جملة الباب في فعل يفعل أن يكون المصدر على مفعل، بفتح العين. وراجع الشئ ورجع إليه، عن ابن جني، ورجعته أرجعه رجعا ومرجعا ومرجعا وأرجعته، في لغة هذيل، قال: وحكى أبو زيد عن الضبيين أنهم قرؤوا: أفلا يرون أن لا يرجع إليهم قولا، وقوله عز وجل: قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا، يعني العبد إذا بعث يوم القيامة وأبصر وعرف ما كان ينكره في الدنيا يقول لربه:
ارجعون أي ردوني إلى الدنيا، وقوله ارجعون واقع ههنا ويكون لازما كقوله تعالى: ولما رجع موسى إلى قومه، ومصدره لازما الرجوع، ومصدره واقعا الرجع. يقال: رجعته رجعا فرجع رجوعا يستوي فيه لفظ اللازم والواقع.
وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: من كان له مال يبلغه حج بيت الله أو تجب عليه فيه زكاة فلم يفعل سأل الرجعة عند الموت أي سأل أن يرد إلى الدنيا ليحسن العمل ويستدرك ما فات.
والرجعة: مذهب قوم من العرب في الجاهلية معروف عندهم، ومذهب طائفة من فرق المسلمين من أولي البدع والأهواء، يقولون: إن الميت يرجع إلى الدنيا ويكون فيها حيا كما كان، ومن جملتهم طائفة من الرافضة يقولون:
إن علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، مستتر في السحاب فلا يخرج مع من خرج من ولده حتى ينادي مناد من السماء: اخرج مع فلان، قال: ويشهد لهذا المذهب السوء قوله تعالى: حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت، يريد الكفار. وقوله تعالى: لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون، قال: لعلهم يرجعون أي يردون البضاعة لأنها ثمن ما اكتالوا وأنهم لا يأخذون شيئا إلا بثمنه، وقيل: يرجعون إلينا إذا علموا أن ما كيل لهم من الطعام ثمنه يعني رد إليهم ثمنه، ويدل على هذا القول قوله: ولما رجعوا إلى أبيهم قالوا يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا. وفي الحديث: أنه نفل في البدأة الربع وفي الرجعة الثلث، أراد بالرجعة عود طائفة من الغزاة إلى الغزو بعد قفولهم فينفلهم الثلث من الغنيمة لأن نهوضهم بعد القفول أشق والخطر فيه أعظم. والرجعة: المرة من الرجوع. وفي حديث السحور: فإنه يؤذن بليل ليرجع قائمكم ويوقظ نائمكم، القائم: هو