لسان العرب - ابن منظور - ج ٨ - الصفحة ١١٤
* رثع: الرثع، بالتحريك: الطمع والحرص الشديد، ومنه حديث عمر بن عبد العزيز يصف القاضي: ينبغي أن يكون ملقيا للرثع متحملا للأئمة، الرثع، بفتح الثاء: الدناءة والشره والحرص وميل النفس إلى دنئ المطامع، وقال:
وأرقع الجفنة بالهيه الرثع والهيه: الذي ينحى ويطرد، يقال له: هيه هيه، يطرد لدنس ثيابه. وقد رثع رثعا، فهو رثع: شره ورضي الدناءة، وفي الصحاح: فهو راثع. ورجل رثع: حريص ذو طمع. والراثع: الذي يرضى من العطية باليسير ويخادن أخدان السوء، والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر.
* رجع: رجع يرجع رجعا ورجوعا ورجعي ورجعانا ومرجعا ومرجعة: انصرف. وفي التنزيل: إن إلى ربك الرجعى، أي الرجوع والمرجع، مصدر على فعلى، وفيه: إلى الله مرجعكم جميعا، أي رجوعكم، حكاه سيبويه فيما جاء من المصادر التي من فعل يفعل على مفعل، بالكسر، ولا يجوز أن يكون ههنا اسم المكان لأنه قد تعدى بإلى، وانتصبت عنه الحال، واسم المكان لا يتعدى بحرف ولا تنتصب عنه الحال إلا أن جملة الباب في فعل يفعل أن يكون المصدر على مفعل، بفتح العين. وراجع الشئ ورجع إليه، عن ابن جني، ورجعته أرجعه رجعا ومرجعا ومرجعا وأرجعته، في لغة هذيل، قال: وحكى أبو زيد عن الضبيين أنهم قرؤوا: أفلا يرون أن لا يرجع إليهم قولا، وقوله عز وجل: قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا، يعني العبد إذا بعث يوم القيامة وأبصر وعرف ما كان ينكره في الدنيا يقول لربه:
ارجعون أي ردوني إلى الدنيا، وقوله ارجعون واقع ههنا ويكون لازما كقوله تعالى: ولما رجع موسى إلى قومه، ومصدره لازما الرجوع، ومصدره واقعا الرجع. يقال: رجعته رجعا فرجع رجوعا يستوي فيه لفظ اللازم والواقع.
وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: من كان له مال يبلغه حج بيت الله أو تجب عليه فيه زكاة فلم يفعل سأل الرجعة عند الموت أي سأل أن يرد إلى الدنيا ليحسن العمل ويستدرك ما فات.
والرجعة: مذهب قوم من العرب في الجاهلية معروف عندهم، ومذهب طائفة من فرق المسلمين من أولي البدع والأهواء، يقولون: إن الميت يرجع إلى الدنيا ويكون فيها حيا كما كان، ومن جملتهم طائفة من الرافضة يقولون:
إن علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، مستتر في السحاب فلا يخرج مع من خرج من ولده حتى ينادي مناد من السماء: اخرج مع فلان، قال: ويشهد لهذا المذهب السوء قوله تعالى: حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت، يريد الكفار. وقوله تعالى: لعلهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلهم يرجعون، قال: لعلهم يرجعون أي يردون البضاعة لأنها ثمن ما اكتالوا وأنهم لا يأخذون شيئا إلا بثمنه، وقيل: يرجعون إلينا إذا علموا أن ما كيل لهم من الطعام ثمنه يعني رد إليهم ثمنه، ويدل على هذا القول قوله: ولما رجعوا إلى أبيهم قالوا يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا. وفي الحديث: أنه نفل في البدأة الربع وفي الرجعة الثلث، أراد بالرجعة عود طائفة من الغزاة إلى الغزو بعد قفولهم فينفلهم الثلث من الغنيمة لأن نهوضهم بعد القفول أشق والخطر فيه أعظم. والرجعة: المرة من الرجوع. وفي حديث السحور: فإنه يؤذن بليل ليرجع قائمكم ويوقظ نائمكم، القائم: هو
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف العين فصل الألف 3
2 فصل الباء 4
3 فصل التاء 27
4 فصل الثاء 39
5 فصل الجيم 40
6 فصل الحاء 62
7 فصل الخاء 62
8 فصل الدال المهملة 81
9 فصل الذال المعجمة 93
10 فصل الراء 99
11 فصل الزاي 140
12 فصل السين المهملة 145
13 فصل الشين المعجمة 171
14 فصل الصاد المهملة 192
15 فصل الضاد المعجمة 216
16 فصل الطاء المهملة 232
17 فصل الظاء المعجمة 243
18 فصل العين المهملة 245
19 فصل الفاء 245
20 فصل القاف 258
21 فصل الكاف 305
22 فصل اللام 317
23 فصل الميم 328
24 فصل النون 345
25 فصل الهاء 365
26 فصل الواو 379
27 فصل الياء 412
28 حرف الغين فصل الألف 417
29 فصل الباء الموحدة 417
30 فصل التاء المثناة 422
31 فصل التاء المثلثة 423
32 فصل الدال المهملة 424
33 فصل الذال المعجمة 425
34 فصل الراء المهملة 426
35 فصل الزاي 431
36 فصل السين المهملة 432
37 فصل الشين المعجمة 436
38 فصل الصاد المهملة 437
39 فصل الضاد المعجمة 443
40 فصل الطاء المهملة 443
41 فصل الظاء المعجمة 444
42 فصل الغين المعجمة 444
43 فصل الفاء 444
44 فصل اللام 448
45 فصل الميم 449
46 فصل النون 452
47 فصل الهاء 457
48 فصل الواو 458