لسان العرب - ابن منظور - ج ٦ - الصفحة ٤٧
ولا تقل الإداس: وأصل الحدس الرمي، ومنه حدس الظن إنما هو رجم بالغيب. والحدس: الظن والتخمين. يقال: هو يحدس، بالكسر، أي يقول شيئا برأيه. أبو زيد: تحدست ع الأخبار تحدسا وتندست عنها تندسا وتوجست إذا كنت تريغ أخبار الناس لتعلمها من حيث لا يعلمون. ويقال: حدست عليه ظني وندسته إذا ظننت الظن ولا تحقه. وحدس الكلام على عواهنه: تعسفه ولم يتوقه.
وحدس الناقة يحدسها حدسا: أناخها، وقيل: أناخها ثم وجأ بشفرته في منحرها. وحدس بالناقة: أناخها، وفي التهذيب، إذا وجأ في سبلتها، والسبلة ههنا: نحرها. يقال: ملأ الوادي إلى أسباله أي إلى شفاهه. وحدست في لبة البعير أي وجأتها. وحدس الشاة يحدسها حدسا: أضجعها ليذبحها. وحدس بالشاة: ذبحها.
ومنه المثل السائر: حدس لهم بمطفئة الرضف، يعني الشاة المهزولة، وقال الأزهري: معناه أنه ذبح لأضيافه شاة سمينة أطفأت من شحمها تلك الرضف. وقال ابن كناسة: تقول العرب: إذا أمسى النجم قم الرأس فعظماها فاحدس، معناه انحر أعظم الإبل.
وحدس بالرجل يحدس حدسا، فهو حديس: صرعه، قال معد يكرب:
لمن طلل بالعمق أصبح دارسا؟
تبدل آراما وعينا كوانسا تبدل أدمان الظباء وحيرما، وأصبحت في أطلالها اليوم جالسا بمعترك شط الحبيا ترى به، من القوم، محدوسا وآخر حادسا العمق: ما بعد من طرف المفازة. والآرام: الظباء البيض البطون.
والعين: بقر الوحش. والكوانس: المقيمة في أكنستها. وكناس الظبي والبقرة: بينهما. والحبيا: موضع. وشطه: ناحيته. والحيرم: بقر الوحش، الواحدة حيرمة. وحدس به الأرض حدسا: ضربها به. وحدس الرجل:
وطئه. والحدس: السرعة والمضي على استقامة، ويوصف به فيقال:
سير حدس، قال:
كأنها من بعدس سير حدس فهو على ما ذكرنا صفة وقد يكون بدلا. وحدس في الأرض يحدس حدسا: ذهب. والحدس: الذهاب في الأرض على غير هداية. قال الأزهري:
الحدس في السير سرعة ومضي على غير طريقة مستمرة. الأموي: حدس في الأرض وعدس يحدس ويعدس إذا ذهب فيها.
وبنو حدس: حي من اليمن، قال:
لا تخبزا خبزا وبسا بسا، ملسا بذود الحدسي ملسا وحدس: اسم أبي حي من العرب وحدست بسهم: رميت. وحدست برجلي الشئ أي وطئته. وحدس: زجر للبغال كعدس، وقيل: حدس وعدس اسما بغالين على عهد سليمان بن داود، عليهما السلام، كانا يعنفان على البغال، فإذا ذكرا نفرت خوفا مما كانت تلقى منهما، قال:
إذا حملت بزتي على حدس والعرب تختلف في زجر البغال فبعض يقول: عدس، وبعض يقول: حدس، قال الأزهري: وعدس أكثر من حدس، ومنه قول ابن مفرع:
عدس ما لعباد عليك إمارة نجوت، وهذا تحملين طليق
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة