هذا هذا إذا ذهب الأول كله، ولم يبق منه شئ. وكل شئ جاء بعد شئ، وخلفه، فهو عقبه، كماء الركية، وهبوب الريح، وطيران القطا، وعدو الفرس.
والعقب، بالتسكين: الجري يجئ بعد الجري الأول، تقول: لهذا الفرس عقب حسن، وفرس ذو عقب وعقب أي له جري بعد جري، قال امرؤ القيس:
على العقب جياش كأن اهتزامه، * إذا جاش فيه حميه، غلي مرجل (1) (1 قوله على العقب جياش إلخ كذا أنشده كالتهذيب وهو في الديوان كذلك وأنشده في مادتي ذبل وهزم كالجوهري على الذبل والمادة في الموضعين محررة فلا مانع من روايته بهما.) وفرس يعقوب: ذو عقب، وقد عقب يعقب عقبا. وفرس معقب في عدوه: يزداد جودة. وعقب الشيب يعقب ويعقب عقوبا، وعقب: جاء بعد السواد، ويقال: عقب في الشيب بأخلاق حسنة.
والعقب، والعقب، والعاقبة: ولد الرجل، وولد ولده الباقون بعده. وذهب الأخفش إلى أنها مؤنثة. وقولهم: ليست لفلان عاقبة أي ليس له ولد، وقول العرب: لا عقب له أي لم يبق له ولد ذكر، وقوله تعالى: وجعلها كلمة باقية في عقبه، أراد عقب إبراهيم، عليه السلام، يعني: لا يزال من ولده من يوحد الله.
والجمع: أعقاب.
وأعقب الرجل إذا مات وترك عقبا أي ولدا، يقال: كان له ثلاثة أولاد، فأعقب منهم رجلان أي تركا عقبا، ودرج واحد، وقول طفيل الغنوي:
كريمة حر الوجه، لم تدع هالكا * من القوم هلكا، في غد، غير معقب يعني: أنه إذا هلك من قومها سيد، جاء سيد، فهي لم تندب سيدا واحدا لا نظير له أي إن له نظراء من قومه. وذهب فلان فأعقبه ابنه إذا خلفه، وهو مثل عقبه.
وعقب مكان أبيه يعقب عقبا وعاقبة، وعقب إذا خلف، وكذلك عقبه يعقبه عقبا، الأول لازم، والثاني متعد، وكل من خلف بعد شئ فهو عاقبة، وعاقب له، قال: وهو اسم جاء بمعنى المصدر، كقوله تعالى: ليس لوقعتها كاذبة، وذهب فلان فأعقبه ابنه إذا خلفه، وهو مثل عقبه، ويقال لولد الرجل: عقبه وعقبه، وكذلك آخر كل شئ عقبه، وكل ما خلف شيئا، فقد عقبه، وعقبه. وعقبوا من خلفنا، وعقبونا: أتوا. وعقبونا من خلفنا، وعقبونا أي نزلوا بعدما ارتحلنا. وأعقب هذا هذا إذا ذهب الأول، فلم يبق منه شئ، وصار الآخر مكانه.
والمعقب: نجم يعقب نجما أي يطلع بعده. وأعقبه ندما وغما: أورثه إياه، قال أبو ذؤيب:
أودى بني وأعقبوني حسرة، * بعد الرقاد، وعبرة ما تقلع ويقال: فعلت كذا فاعتقبت منه ندامة أي وجدت في عاقبته ندامة. ويقال: أكل أكلة فأعقبته سقما أي أورثته.
ويقال: لقيت منه عقبة الضبع، كما يقال: لقيت منه است الكلب أي لقيت منه الشدة.
وعاقب بين الشيئين إذا جاء بأحدهما مرة، وبالآخر أخرى.
ويقال: فلان عقبة بني فلان أي آخر من بقي منهم. ويقال للرجل إذا كان منقطع الكلام: لو كان له