لسان العرب - ابن منظور - ج ١ - الصفحة ٦١٣
هذا هذا إذا ذهب الأول كله، ولم يبق منه شئ. وكل شئ جاء بعد شئ، وخلفه، فهو عقبه، كماء الركية، وهبوب الريح، وطيران القطا، وعدو الفرس.
والعقب، بالتسكين: الجري يجئ بعد الجري الأول، تقول: لهذا الفرس عقب حسن، وفرس ذو عقب وعقب أي له جري بعد جري، قال امرؤ القيس:
على العقب جياش كأن اهتزامه، * إذا جاش فيه حميه، غلي مرجل (1) (1 قوله على العقب جياش إلخ كذا أنشده كالتهذيب وهو في الديوان كذلك وأنشده في مادتي ذبل وهزم كالجوهري على الذبل والمادة في الموضعين محررة فلا مانع من روايته بهما.) وفرس يعقوب: ذو عقب، وقد عقب يعقب عقبا. وفرس معقب في عدوه: يزداد جودة. وعقب الشيب يعقب ويعقب عقوبا، وعقب: جاء بعد السواد، ويقال: عقب في الشيب بأخلاق حسنة.
والعقب، والعقب، والعاقبة: ولد الرجل، وولد ولده الباقون بعده. وذهب الأخفش إلى أنها مؤنثة. وقولهم: ليست لفلان عاقبة أي ليس له ولد، وقول العرب: لا عقب له أي لم يبق له ولد ذكر، وقوله تعالى: وجعلها كلمة باقية في عقبه، أراد عقب إبراهيم، عليه السلام، يعني: لا يزال من ولده من يوحد الله.
والجمع: أعقاب.
وأعقب الرجل إذا مات وترك عقبا أي ولدا، يقال: كان له ثلاثة أولاد، فأعقب منهم رجلان أي تركا عقبا، ودرج واحد، وقول طفيل الغنوي:
كريمة حر الوجه، لم تدع هالكا * من القوم هلكا، في غد، غير معقب يعني: أنه إذا هلك من قومها سيد، جاء سيد، فهي لم تندب سيدا واحدا لا نظير له أي إن له نظراء من قومه. وذهب فلان فأعقبه ابنه إذا خلفه، وهو مثل عقبه.
وعقب مكان أبيه يعقب عقبا وعاقبة، وعقب إذا خلف، وكذلك عقبه يعقبه عقبا، الأول لازم، والثاني متعد، وكل من خلف بعد شئ فهو عاقبة، وعاقب له، قال: وهو اسم جاء بمعنى المصدر، كقوله تعالى: ليس لوقعتها كاذبة، وذهب فلان فأعقبه ابنه إذا خلفه، وهو مثل عقبه، ويقال لولد الرجل: عقبه وعقبه، وكذلك آخر كل شئ عقبه، وكل ما خلف شيئا، فقد عقبه، وعقبه. وعقبوا من خلفنا، وعقبونا: أتوا. وعقبونا من خلفنا، وعقبونا أي نزلوا بعدما ارتحلنا. وأعقب هذا هذا إذا ذهب الأول، فلم يبق منه شئ، وصار الآخر مكانه.
والمعقب: نجم يعقب نجما أي يطلع بعده. وأعقبه ندما وغما: أورثه إياه، قال أبو ذؤيب:
أودى بني وأعقبوني حسرة، * بعد الرقاد، وعبرة ما تقلع ويقال: فعلت كذا فاعتقبت منه ندامة أي وجدت في عاقبته ندامة. ويقال: أكل أكلة فأعقبته سقما أي أورثته.
ويقال: لقيت منه عقبة الضبع، كما يقال: لقيت منه است الكلب أي لقيت منه الشدة.
وعاقب بين الشيئين إذا جاء بأحدهما مرة، وبالآخر أخرى.
ويقال: فلان عقبة بني فلان أي آخر من بقي منهم. ويقال للرجل إذا كان منقطع الكلام: لو كان له
(٦١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 608 609 610 611 612 613 614 615 616 617 618 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الهمزة فصل الهمزة 23
2 فصل الباء الموحدة 25
3 فصل التاء المثناة فوقها 39
4 فصل الثاء المثلثة 40
5 فصل الجيم 41
6 فصل الحاء المهملة 53
7 فصل الخاء المعجمة 62
8 فصل الدال المهملة 69
9 فصل الذال المعجمة 79
10 فصل الراء 81
11 فصل الزاي 90
12 فصل السين المهملة 92
13 فصل الشين المعجمة 99
14 فصل الصاد المهملة 107
15 فصل الضاد المعجمة 110
16 فصل الطاء المهملة 113
17 فصل الظاء المعجمة 116
18 فصل العين المهملة 117
19 فصل الغين المعجمة 119
20 فصل الفاء 119
21 فصل القاف 127
22 فصل الكاف 136
23 فصل اللام 150
24 فصل الميم 154
25 فصل النون 161
26 فصل الهاء 179
27 فصل الواو 189
28 فصل الياء المثناة تحتها 202
29 حرف الباء فصل الهمزة 204
30 فصل الباء الموحدة 221
31 فصل التاء المثناة فوقها 225
32 فصل الثاء المثلثة 234
33 فصل الجيم 248
34 فصل الحاء المهملة 288
35 فصل الخاء المعجمة 341
36 فصل الدال المهملة 368
37 فصل الذال المعجمة 377
38 فصل الراء 398
39 فصل الزاي المعجمة 443
40 فصل السين المهملة 454
41 فصل الشين المعجمة 479
42 فصل الصاد المهملة 514
43 فصل الضاد المعجمة 538
44 فصل الطاء المهملة 553
45 فصل الظاء المعجمة 568
46 فصل العين المهملة 572
47 فصل الغين المعجمة 634
48 فصل الفاء 657
49 فصل القاف 657
50 فصل الكاف 694
51 فصل اللام 729
52 فصل الميم 747
53 فصل النون 747
54 فصل الهاء 778
55 فصل الواو 791
56 فصل الياء المثناة تحتها 805