لسان العرب - ابن منظور - ج ١ - الصفحة ١٤٠
وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: المسلمون تتكافأ دماؤهم. قال أبو عبيد: يريد تتساوى في الديات والقصاص، فليس لشريف على وضيع فضل في ذلك.
وفلان كف ء فلانة إذا كان يصلح لها بعلا، والجمع من كل ذلك: أكفاء.
قال ابن سيده: ولا أعرف للكف ء جمعا على أفعل ولا فعول.
وحري أن يسعه ذلك، أعني أن يكون أكفاء جمع كف ء، المفتوح الأول أيضا.
وشاتان مكافأتان: مشتبهتان، عن ابن الأعرابي. وفي حديث العقيقة عن الغلام: شاتان مكافئتان أي متساويتان في السن أي لا يعق عنه إلا بمسنة، وأقله أن يكون جذعا، كما يجزئ في الضحايا. وقيل:
مكافئتان أي مستويتان أو متقاربتان.
واختار الخطابي الأول، قال: واللفظة مكافئتان، بكسر الفاء، يقال: كافأه يكافئه فهو مكافئه أي مساويه.
قال: والمحدثون يقولون مكافأتان، بالفتح. قال: وأرى الفتح أولى لأنه يريد شاتين قد سوي بينهما أي مساوي بينهما. قال: وأما بالكسر فمعناه أنهما مساويتان، فيحتاج أن يذكر أي شئ ساويا، وإنما لو قال متكافئتان كان الكسر أولى.
وقال الزمخشري: لا فرق بين المكافئتين والمكافأتين، لأن كل واحدة إذا كافأت أختها فقد كوفئت، فهي مكافئة ومكافأة، أو يكون معناه:
معادلتان، لما يجب في الزكاة والأضحية من الأسنان. قال: ويحتمل مع الفتح أن يراد مذبوحتان، من كافأ الرجل بين البعيرين إذا نحر هذا ثم هذا معا من غير تفريق، كأنه يريد شاتين يذبحهما في وقت واحد. وقيل: تذبح إحداهما مقابلة الأخرى، وكل شئ ساوى شيئا، حتى يكون مثله، فهو مكافئ له. والمكافأة بين الناس من هذا.
يقال: كافأت الرجل أي فعلت به مثل ما فعل بي. ومنه الكف ء من الرجال للمرأة، تقول: إنه مثلها في حسبها.
وأما قوله، صلى الله عليه وسلم: لا تسأل المرأة طلاق أختها لتكتفئ ما في صحفتها فإنما لها ما كتب لها. فإن معنى قوله لتكتفئ: تفتعل، من كفأت القدر وغيرها إذا كببتها لتفرغ ما فيها، والصحفة : القصعة. وهذا مثل لإمالة الضرة حق صاحبتها من زوجها إلى نفسها إذا سألت طلاقها ليصير حق الأخرى كله من زوجها لها. ويقال: كافأ الرجل بين فارسين برمحه إذا والى بينهما فطعن هذا ثم هذا. قال الكميت:
نحر المكافئ، والمكثور يهتبل والمكثور: الذي غلبه الأقران بكثرتهم. يهتبل: يحتال للخلاص. ويقال: بنى فلان ظلة يكافئ بها عين الشمس ليتقي حرها.
قال أبو ذر، رضي الله عنه، في حديثه: ولنا عباءتان نكافئ بهما عنا عين الشمس أي نقابل بهما الشمس وندافع، من المكافأة: المقاومة، وإني لأخشى فضل الحساب.
وكفأ الشئ والإناء يكفؤه كفأ وكفأه فتكفأ، وهو مكفوء، واكتفأه مثل كفأه:
قلبه. قال بشر بن أبي خازم:
وكأن ظعنهم، غداة تحملوا، * سفن تكفأ في خليج مغرب
(١٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الهمزة فصل الهمزة 23
2 فصل الباء الموحدة 25
3 فصل التاء المثناة فوقها 39
4 فصل الثاء المثلثة 40
5 فصل الجيم 41
6 فصل الحاء المهملة 53
7 فصل الخاء المعجمة 62
8 فصل الدال المهملة 69
9 فصل الذال المعجمة 79
10 فصل الراء 81
11 فصل الزاي 90
12 فصل السين المهملة 92
13 فصل الشين المعجمة 99
14 فصل الصاد المهملة 107
15 فصل الضاد المعجمة 110
16 فصل الطاء المهملة 113
17 فصل الظاء المعجمة 116
18 فصل العين المهملة 117
19 فصل الغين المعجمة 119
20 فصل الفاء 119
21 فصل القاف 127
22 فصل الكاف 136
23 فصل اللام 150
24 فصل الميم 154
25 فصل النون 161
26 فصل الهاء 179
27 فصل الواو 189
28 فصل الياء المثناة تحتها 202
29 حرف الباء فصل الهمزة 204
30 فصل الباء الموحدة 221
31 فصل التاء المثناة فوقها 225
32 فصل الثاء المثلثة 234
33 فصل الجيم 248
34 فصل الحاء المهملة 288
35 فصل الخاء المعجمة 341
36 فصل الدال المهملة 368
37 فصل الذال المعجمة 377
38 فصل الراء 398
39 فصل الزاي المعجمة 443
40 فصل السين المهملة 454
41 فصل الشين المعجمة 479
42 فصل الصاد المهملة 514
43 فصل الضاد المعجمة 538
44 فصل الطاء المهملة 553
45 فصل الظاء المعجمة 568
46 فصل العين المهملة 572
47 فصل الغين المعجمة 634
48 فصل الفاء 657
49 فصل القاف 657
50 فصل الكاف 694
51 فصل اللام 729
52 فصل الميم 747
53 فصل النون 747
54 فصل الهاء 778
55 فصل الواو 791
56 فصل الياء المثناة تحتها 805