وكان يقول: القران اسم، وليس بمهموز، ولم يؤخذ من قرأت، ولكنه اسم لكتاب الله مثل التوراة والإنجيل، ويهمز قرأت ولا يهمز القران، كما تقول إذا قرأت القران. قال وقال إسماعيل: قرأت على شبل، وأخبر شبل أنه قرأ على عبد الله بن كثير، وأخبر عبد الله أنه قرأ على مجاهد، وأخبر مجاهد أنه قرأ على ابن عباس رضي الله عنهما، وأخبر ابن عباس أنه قرأ على أبي، وقرأ أبي على النبي صلى الله عليه وسلم. وقال أبو بكر بن مجاهد المقرئ: كان أبو عمرو بن العلاء لا يهمز القرآن، وكان يقرؤه كما روى عن ابن كثير. وفي الحديث: أقرؤكم أبي.
قال ابن الأثير: قيل أراد من جماعة مخصوصين، أو في وقت من الأوقات، فإن غيره كان أقرأ منه. قال: ويجوز أن يريد به أكثرهم قراءة، ويجوز أن يكون عاما وأنه أقرأ الصحابة أي أتقن للقرآن وأحفظ. ورجل قارئ من قوم قراء وقرأة وقارئين.
وأقرأ غيره يقرئه إقراء. ومنه قيل: فلان المقرئ.
قال سيبويه: قرأ واقترأ، بمعنى، بمنزلة علا قرنه واستعلاه.
وصحيفة مقروءة، لا يجيز الكسائي والفراء غير ذلك، وهو القياس. وحكى أبو زيد: صحيفة مقرية، وهو نادر إلا في لغة من قال قريت.
وقرأت الكتاب قراءة وقرآنا، ومنه سمي القرآن. وأقرأه القرآن، فهو مقرئ. وقال ابن الأثير: تكرر في الحديث ذكر القراءة والاقتراء والقارئ والقرآن، والأصل في هذه اللفظة الجمع، وكل شئ جمعته فقد قرأته.
وسمي القرآن لأنه جمع القصص والأمر والنهي والوعد والوعيد والآيات والسور بعضها إلى بعض، وهو مصدر كالغفران والكفران. قال: وقد يطلق على الصلاة لأن فيها قراءة، تسمية للشئ ببعضه، وعلى القراءة نفسها، يقال: قرأ يقرأ قراءة وقرآنا. والاقتراء: افتعال من القراءة. قال:
وقد تحذف الهمزة منه تخفيفا، فيقال: قران، وقريت، وقار، ونحو ذلك من التصريف. وفي الحديث: أكثر منافقي أمتي قراؤها، أي أنهم يحفظون القرآن نفيا للتهمة عن أنفسهم، وهم معتقدون تضييعه. وكان المنافقون في عصر النبي، صلى الله عليه وسلم، بهذه الصفة.
وقارأه مقارأة وقراء، بغير هاء: دارسه.
واستقرأه: طلب إليه أن يقرأ.
وروي عن ابن مسعود: تسمعت للقرأة فإذا هم متقارئون، حكاه اللحياني ولم يفسره.
قال ابن سيده: وعندي أن الجن كانوا يرومون القراءة. وفي حديث أبي في ذكر سورة الأحزاب: إن كانت لتقارئ سورة البقرة، أو هي أطول، أي تجاريها مدى طولها في القراءة، أو إن قارئها ليساوي قارئ البقرة في زمن قراءتها، وهي مفاعلة من القراءة. قال الخطابي: هكذا رواه ابن هاشم، وأكثر الروايات: إن كانت لتوازي.
ورجل قراء: حسن القراءة من قوم قرائين، ولا يكسر.
وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما: أنه كان لا يقرأ في الظهر والعصر، ثم قال في آخره: وما كان ربك نسيا، معناه: أنه كان لا يجهر بالقراءة فيهما، أو لا يسمع نفسه قراءته، كأنه رأى قوما يقرؤون فيسمعون نفوسهم ومن قرب منهم.
ومعنى قوله: وما كان ربك نسيا، يريد أن القراءة التي تجهر بها، أو تسمعها نفسك، يكتبها الملكان، وإذا قرأتها في نفسك لم يكتباها، والله يحفظها لك