شرح الرضي على الكافية - رضي الدين الأستراباذي - ج ٢ - الصفحة ١٩١
ذكرنا وجه الرفع فيه، في باب الاستثناء 1، فلا نعيده، وقال عبد القاهر 2: هو خبر لمبتدأ محذوف، أي: ما زيد بقائم، لكن هو قاعد، فعلى هذا، ليس هذا عنده مما نحن فيه، أي من باب عطف المفرد على المفرد، ولا يمكن أن يكون منه، لامتناع عطفه عنده على الخبر وحده، إذ يلزمه النصب عنده، فهو، على هذا من باب القطع، كما يجيئ في باب العطف، وقال ابن جعفر 3: هو عطف على التوهم، لأنه كثيرا ما يقع خبر (ما)، مرفوعا، عندما تنعزل عن العمل، فتوهموا أن الأول مرفوع، وهذا كتوهم الجر في قوله:
269 - مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة * ولا ناعب إلا بيين غرابها 4 وليس ما ذهب إليه بشئ، لأن مثل ذلك ليس بمطرد، ولا في سعة الكلام، وإذا عطفت على خبر (ما) أو خبر (ليس) المجرور بالباء: منفيا، نحو : ما زيد بقائم ولا قاعد، جاز في المعطوف الجر، حملا على اللفظ، والصب حملا على المحل، قال:
معاوي إننا بشر فأسجح * فلسنا بالجبال ولا الحديدا 5 - 120

(1) انظر في هذا الجزء، ص 108 (2) الأمام عبد القاهر الجرجاني صاحب دلائل الأعجاز وأسرار البلاغة وتقدم ذكره في الجزء الأول، (3) الأرجح أنه يريد: محمد بن جعفر الأنصاري المرسي (بفتح الميم ) من مرسية بالمغرب، وهو من علماء القرن السادس وتقدم ذكره في الجزء الأول، وقد يكون المراد: ابن درستويه، واسمه عبد الله بن جعفر، وهو ممن ينقل عنهم الرضي، وقد يذكر بعض من ينقل عنهم بهذه الصورة كقوله عن الزجاج: ابن السري،.
لأن اسمه اسمه إبراهيم بن السري، (4) من قصيدة للأحوص يلوم قومه على قبولهم الدية من بني دارم الذين قتلوا واحدا من قومه، وبنو دارم هم المقصودون بقوله: مشانيم... ويقول في هذه القصيدة مخاطبا قومه:
فإن أنتم لم تعقلوا بأخيكم * فكونوا بغايا بالأكف عيابها العياب بكسر العين جمع عيبة، وهي الحقيبة وما يشبهها، مما يمسك باليد وفيه بعض المتاع، (5) البيت منسوب إلى عقبة بن الحارث، أو عقبة بن هبيرة الأسدي والمخاطب به معاوية بن أبي سفيان وقد ورد في شعر منصوب القوافي، وآخر مجرورها فكأن كلا من الشعرين لأحد الشاعرين المذكورين، فلا وجه لأنكار من أنكر رواية النصب وتقدم هذا البيت في الجزء الأول من هذا الشرح، وهو في سيبويه ج 1 ص 34 وتكرر في مواضع أخرى منه، وانظر خزانة الأدب،
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»
الفهرست