نقد كتاب حياة محمد (ص) - السيد عبد الحسين نور الدين العاملي - الصفحة ٣١
إن هذه النفس هي التي نزلها رسول الله منه بمنزلة هارون من موسى، وقد رواه أئمتك والثقاة من مشايخك، الذين عنهم أخذت دينك.
إن هذه النفس هي التي اختارها (ص) من بين أصحابه لمؤاخاته يوم آخا بينهم!
وهي التي تطوعت له بالوزارة والنصر على الأمر الذي بعثه الله به، حين جمع عشيرته وأحجموا عما ندبهم اليه من المؤازرة!
وهي التي غامرت ليلة الهجرة بالمبيت على فراشه لتقيه سيوف الأعداء ولولا ذلك لما تهيأ لرسول الله الخلاص.
وهي التي غامرت يوم أحد فأنقذته من القتل بعدما فر عنه أصحابه! وكذلك يوم الأحزاب وخيبر وحنين، كما ستسمع!!
أهذا جزاؤه من أعاظم رجال المسلمين أمثالك؟!!
أين ما أخذته على نفسك من التمحيص والسعي ورواء الحقيقة؟!
لو أنك أعطيت الإنصاف والتأمل حقهما لبهرك جلال هذا الغلام وعظيم شأنه، حين تذكر في كتابك كيف يبلغه رسول الله رسالة ربه، ويتلو ما أنزل عليه من القرآن!
فهل بلغك أن رسول الله (ص) دعى أحدا من غلمان بني هاشم وغيرهم إلى ما دعى اليه عليا؟ وهل هذا إلا لما يعلمه (ص) من أن لهذا الغلام عقل الشيوخ ورأى ذي السن والتجربة، وأن له الميزة على ساير أبناء جيله بمواهبه؟ وما ذاك إلا فضل اختصه الله سبحانه به، وهو يختص بفضله من يشاء.
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»
الفهرست