نقد كتاب حياة محمد (ص) - السيد عبد الحسين نور الدين العاملي - الصفحة ٨٠
غلطه في غزوة العشيرة لم يعقد الدكتور لهذه الغزوة في كتابه فصلا، بل ألمح إليها بكلمتين عند احتجاجه لرأيه فيما كان يقصده (ص) من الغزوات والسرايا، قال الدكتور: (يدعم هذا الرأي بأقوى منه أن النبي عليه السلام لما خرج إلى بواط والى العشيرة، كان من بين الذين صحبوه عدد غير قليل من الأنصار) وقوله النبي عليه السلام من سهو القلم! فمن عادته أن يقول محمد! فلا مأخذ به! إنما يؤخذ عليه أنه لم يذكر في هذه الغزوة ما عمله رسول الله صلى الله عليه وآله، فهل لقي حربا، أو وادع أحدا، فإن هذا هو الذي يدعم رأيه ويقوي سنده، لأن قارئ كتابه إذا لم يعرف عن غزوة العشيرة شيئا، لا يكاد يفهم لسنده معنى، ومن عادته أن يشبع برهانه بيانا ووضوحا، ومن عادته أن يقف أثر ابن هشام في كل ما يذكر في سيرته! فكيف جرى في هذه الغزوة على خلاف ما اعتاده؟!
إن الدكتور رأى ابن هشام وابن جرير قد عنيا في هذه الغزوة بذكر فضيلة لعلي عليه السلام، فلو ذكرها خالية من هذه الفضيلة توجه عليه النقد، فتركها ليأمن من النقد ويظفر بالإغفال! ولعل قصده
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»
الفهرست