نقد كتاب حياة محمد (ص) - السيد عبد الحسين نور الدين العاملي - الصفحة ٣٤
وأول ما يؤخذ عليه: أن التاريخ أمور حسية وحوادث واقعة، وطريق معرفتها الرواية عن أهل الصدق والأمانة، فإذا دخلها الرأي ولخصها المؤرخ كما يشاء، ذهبت الأمانة وضل الطريق.
وثانيا: إن هذه الحادثة رويت مشتملة على معجزة لرسول الله (ص) ذكرها كل من تصدى لنقلها، لكن الدكتور يرى أن لا معجزة لرسول الله (ص) غير القرآن!! فهو يخالف بذلك ما عليه السلف الصالح من أئمة المسلمين، ومن أخذ عنهم دينه!
إن للدكتور رأيه في أن لا يؤمن بصدق راوي الحديث، فكان عليه أن لا يذكر هذه الحادثة، فإن الراوي لمجموعها واحد، وليس له أن يؤمن ببعض ويكفر ببعض!!
وثالثا: إن هذه الحادثة اشتملت على فضيلة خاصة لعلي عليه السلام فمسخها بنقله، ونحن نتحداه أن يدلنا على محدث واحد روى هذه الحادثة بنحو ما رواه!
إن التاريخ الصحيح وحفظته بالمرصاد.. وهذا ما رواه محمد بن جرير بإسناده قال: لما نزلت هذه الآية: وأنذر عشيرتك الأقربين... دعا رسول الله (ص) عليا فقال يا علي إن الله أمرني أن أنذر عشيرتك الأقربين، فضقت بذلك ذرعا، وعلمت أني إن أبادئهم بهذا الأمر أر منهم ما أكره، فصمت حتى جاءني جبرئيل فقال: يا محمد إنك إن لم تفعل يعذبك ربك، فاصنع لنا طعاما واجعل عليه رجل شاة، واملأ لنا عسا من لبن، ثم اجمع بني عبد المطلب حتى أكلمهم وأبلغ ما أمرت به.
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»
الفهرست