نقد كتاب حياة محمد (ص) - السيد عبد الحسين نور الدين العاملي - الصفحة ٢٧
الكفالة نعمة من الله سبحانه لعلي تهنئة له، فهلا جريت على منهاجهم وقد قرأت كلامهم؟!
ما رأيك أصلحك الله في هذه الكفالة وهي قصارى الفخر، قال في بعض خطبه: (وقد تعلمون موضعي من رسول الله صلى الله عليه وآله بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة، وضعني في حجره وأنا وليد، يضمني إلى صدره، يكنفني فراشه، ويمسني جسده، ويشمني عرفه، وما وجد لي كذبة في قول، ولا خطيئة في فعل، ولقد قرن الله به من لدن أن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته، يسلك به طريق المكارم ويعلمه محاسن أخلاق العالم ليله ونهاره.
ولقد كنت أتبعه اتباع الفصيل أثر أمه، يرفع لي كل يوم من أخلافه علما ويأمرني بالاقتداء به.
ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء، فأراه ولا يراه غيري، ولم يجمع بيت واحد في الاسلام غير رسول الله وخديجة وأنا ثالثهما، أرى نور الوحي والرسالة، وأشم ريح النبوة..). إلى آخر كلامه عليه السلام.
هذا بعض ما استفاده علي، فهل ترى أن أحدا نال من الصحابة مثلها؟ هيهات بعدت عليهم الغاية، وانقطعت بهم الطريق عن اللحاق بها، والدنو منها!
لو فكر اللبيب في هذا المربى والمعلم رسول الله صلى الله عليه وآله، وفي حرصه على التعليم، وفي نفسية هذا التلميذ وانقطاعه إلى هذا المعلم ليله ونهاره من لدن كان طفلا، وفي حرصه على التعلم منه مدة حياته..
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»
الفهرست