(ص) عليا أخا له دون حمزة وأبي بكر وعمر، مع قربهم منه سنا، برهان جلي على أنه أجل منهم شأنا وأرفع قدرا!
أنظر إلى الدكتور كيف مر بهذه الفضيلة لعلي مرور العجلان، مع أن ثروته الأدبية وثقافته العالية وفضله الجم ودعواه التمحيص، تلزمه بالوقوف عندها ريثما يقدر لها قدرها من الإجلال والإعظام، ويؤدي إليها حقها، وهيهات ذلك منه! وكأنه شاء بهذه المرور أن يموه على قارئ كتابه أن لا قيمة لهذا الإخاء!
سبحان الله.. إلى هذه الغاية تبلغ بالعظماء تقاليدهم الموروثة وعقايدهم المألوفة، فتأسر عقولهم الناضجة وأفكارهم السامية لحمايتها والذب عنها بالأقيسة الشعرية والبراهين الخطابية؟!
أين نعتهم للجمود وهيامهم بالحقائق؟!
وليته إذ لم يقف عندها، ذكرها بمثل ما ذكرها ابن إسحاق في سيرته التي يستوحي الدكتور كتابه منها؟ قال ابن إسحاق:
(وآخى رسول الله (ص) بين أصحابه من المهاجرين والأنصار، وقال فيما بلغنا، ونعوذ بالله أن نقول عليه ما لم يقل: تآخوا في الله أخوين أخوين، ثم أخذ بيد علي وقال: هذا أخي. فكان رسول الله (ص) سيد المرسلين وإمام المتقين ورسول رب العالمين، ليس له خطير ولا نذير من العباد وعلي بن أبي طالب، أخوين، وحمزة أسد الله وأسد رسوله وزيد بن حارثة مولى رسول الله أخوين، وأبو بكر الصديق وخارجة بن زيد أخوين، وعمر بن الخطاب وعتبان بن مالك أخوين). انتهى.