نقد كتاب حياة محمد (ص) - السيد عبد الحسين نور الدين العاملي - الصفحة ٣٦
فأعاد القول فأمسكوا، وأعدت ما قلت، فأخذ برقبتي ثم قال لهم: (هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا)!
فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع!!. انتهى.
ونظير ذلك ما رواه الامام أحمد وبقية المحدثين باختلاف يسير!
ومنه تعرف كيف يلخص الدكتور حوادث السيرة!
ولقد كان على الدكتور أن يقف عند هذه المفاوضة التي دعا لها بنو هاشم وقفة إعجاب، فإنها أجل مواقفه التي وقفها وأجلاها روعة وجمالا، مفاوضة تقرر مصير العالم وجعله عالما جديدا! وإن الفطن اللبيب ليقف لأول وهلة أمامها دهشا حيرانا، أينحني لعظمة هذا المفاوض وبطولته وما يريد من العظائم:
يريد امتلاك العالم والوقوف في وجه البشر!
يريد سد طريقهم التي ساروا عليها لأجيال وقرون!
يريد شق طريق جديدة لهم، على ما بها من كثرة المضائق ووعورة المسالك، لكنها تنتهي إلى الخير الدائم والسعادة الخالدة.
يريد إخضاع ملوك الأرض وإرغامهم لمشيئته.
يريد حمل الناس كافة على ترك مبادئهم وما ألفوه من عاداتهم ومعتقداتهم.
(٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 ... » »»
الفهرست