نقد كتاب حياة محمد (ص) - السيد عبد الحسين نور الدين العاملي - الصفحة ٣٠
قال الدكتور:
(وكان أبو بكر صديقا صميما لمحمد (ص) يستريح اليه ويعرف به النزاهة والأمانة والصدق، لذلك كان أول من دعاه إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأوثان، وأول من أفضى اليه بما رأى وبما أوحي اليه، ولم يتردد أبو بكر في إجابة محمد إلى دعوته في الايمان بها).
شاء الدكتور أن يثبت التفاضل بين إسلام علي وإسلام أبي بكر، فادعى أن الأول استمهل رسول الله حتى يشاور أباه، وبقي ليله مترددا! بخلاف الثاني فإنه لم يتردد في إجابة رسول الله (ص) إلى ما دعاه اليه!! ثم برهن على ما ادعاه لأبي بكر يقول (وأي نفس مفتوحة للحق تتردد في ترك عبادة الأوثان لعبادة الله وحده؟ وأي نفس فيها شئ من السمو ترضى عن عبادة الله عبادة حجر أيا كانت صورته؟
وظاهر كلام الدكتور أنه كلام صحيح ودعوى حق، لكن فيه تعريض بعلي بأن نفسه ما كانت مفتوحة للحق، ولا فيها شئ من السمو!! عجبا لسقطة الأديب وهفوة العالم، كيف تبدو بصورة منكرة مريبة، ترجف القلب وتنفر الطبع ويمجها السمع!
إن معالي الدكتور ليعلم أن نفس علي هي هذه النفس التي نشأت في حجر رسول الله (ص) وثقفها وغرس فيها من بذور الأخلاق السامية ما شاء، وأهلها للوزارة والخلافة من بعده!
إن هذه النفس هي نفس رسول الله (ص) بنص الذكر الحكيم: (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم)!
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»
الفهرست