نقد كتاب حياة محمد (ص) - السيد عبد الحسين نور الدين العاملي - الصفحة ٣٥
ففعلت ما أمرني به فدعوتهم وهم يؤمئذ أربعون رجلا ينقصون رجلا أو يزيدونه، وفيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب، فلما اجتمعوا اليه دعا بالطعام الذي صنعت لهم، فجئت به فقال عليه السلام: كلوا باسم الله، فأكلوا حتى مالهم إلى شئ من حاجة! وأيم الله الذي نفس علي بيده إن الرجل منهم ليأكل ما قدمته لجميعهم، ثم قال: إسق القوم يا علي، فجئتهم بذلك العس فشربوا منه حتى رووا جميعا، وأيم الله إن كان الرجل منهم ليشرب مثله! فلما أراد رسول الله أن يكلمهم بدره أبو لهب إلى الكلام فقال شد ما سحركم صاحبكم! فتفرق القوم ولم يكلمهم رسول الله صلى الله عليه وآله!!
فقال في الغد: يا علي إن هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القول فتفرق القوم قبل أن أكلمهم، فعد لنا اليوم إلى مثل ما صنعت بالأمس، ثم اجمعهم لي ففعلت، ثم دعا بالطعام فقربته لهم، ففعل كما فعل بالأمس فأكلوا حتى ما لهم بشئ من حاجة، ثم قال إسقهم، فجئتهم بذلك العس فشربوا منه جميعا حتى رووا.. ثم تكلم رسول الله (ص) فقال:
يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شابا من العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني ربي أن أدعوكم اليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟
فأحجم القوم عنها جميعا وقلت أنا وإني لأحدثهم سنا وأرمصهم عينا وأعظمهم بطنا وأخمشهم ساقا: أنا يا رسول الله (ص) أكون وزيرك عليه،
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»
الفهرست