تقريرات آية الله المجدد الشيرازي - المولى علي الروزدري - ج ٣ - الصفحة ٩٦
موجبا للعقاب الآتي من قبل النهي. هذا.
وإن قلنا بأصالة الاشتغال فالأصل هو الفساد، كما لا يخفى.
ومما حققنا ظهر ما في كلام المحقق القمي (1) رحمه الله من أن الأصل هو الفساد مطلقا، فإنه من القائلين باعتبار أصالة البراءة في مقام الشك في الجزئية والشرطية، فيكون المرجع - بعد انقطاع اليد عن دلالة النهي - هي لا غير، إن (2) كان المورد مما لم يصل فيه عموم أو إطلاق - يقتضيان صحته - وإن (3) كان المورد مما وصل فيه أحدهما، فعلى أي تقدير يكون الأصل هو الصحة، فلا يصح دعوى أن الأصل هو الفساد بوجه.
ولعل مراده من الأصل ما مرت الإشارة إليه سابقا من أنه هو الأصل الأولي السابق على أصالة البراءة المقطوع بها، وهو مع كونه خلاف ظاهر كلامه لا فائدة في التعرض له بوجه، إذ على تقدير أن يكون مقتضاه الفساد لا يصار إليه، ولا يعمل بمقتضاه، بل المصير إلى أصل البراءة، وقد عرفت أن مقتضاه الصحة. وكيف كان، فإذا عرفت ما قدمنا لك فاعلم أنهم اختلفوا في دلالة النهي على فساد المنهي عنه على أقوال:
أحدها: القول بالدلالة مطلقا في العبادات والمعاملات لغة وشرعا، حكي عن الرازي (4) نسبته إلى بعض أصحابنا وعن النهاية (5) إلى جمهور فقهاء

(١) قوانين الأصول: ١ / ١٥٥ / المقدمة الثانية من مقدمات مبحث دلالة النهي على الفساد.
(٢) كان في النسخة المستنسخة: وإن كان. والصحيح المتن.
(٣) كان في النسخة المستنسخة: أو أحدهما ان كان المورد مما وصل فيه أحدهما وعلى اي تقدير. والصحيح ما أثبتناه.
(٤) الحاكي هو العلامة في المنتهى: ٨٠ والمعتمد ١: ١٧١ عن بعض أصحاب أبي حنيفة والشافعي.
(٥) النهاية 1: 80.
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اجتماع الأمر والنهي 5
2 مسألة دلالة النهي على الفساد 69
3 في المفاهيم 135
4 في تداخل الأسباب 197
5 [في القطع] 221
6 في المراد من المكلف في عبارة الشيخ (ره) 221
7 في وجه حصر مجرى الأصول 227
8 في بيان المراد من الحجة في باب الأدلة الشرعية 235
9 في القطع الموضوعي والطريقي 247
10 في تصوير وجوه مخالفة القطع 271
11 في حكم التجري 273
12 في وجه قبح التجري 281
13 محاكمة الأخباري في عدم اعتماده على بعض أقسام القطع 301
14 في قطع القطاع 307
15 في أن المعلوم إجمالا كالمعلوم تفصيلا 312
16 في كفاية الموافقة الإجمالية وعدمها 313
17 في كفاية الموافقة الإجمالية في العبادات وعدمها 322
18 في لزوم مراعاة مراتب الامتثال 346
19 في إمكان التعبد بالظن وعدمه 351
20 في وجوه استحالة التعبد بالظن وأجوبتها 353
21 في تصوير مصلحة السلوك وغيره في حل الإشكال 359
22 في تصوير الإشكال من ناحية المكلف والمكلف والجواب عنه 363
23 في تصوير الانحلال في التعبد بالظن على مسلك السلوك 366
24 في أن الأمر بالسلوك مولوي أو إرشادي 367
25 في آثار الالتزام بمسلك السلوك 369
26 في وقوع التعبد بالظن 377