تقريرات آية الله المجدد الشيرازي - المولى علي الروزدري - ج ٣ - الصفحة ٢٣
من صحته في الأمثلة المذكورة، لعدم تصور مصلحة للنهي فيها، إذ الفائدة المتصورة لنفس الأمر والنهي إنما هي مجرد البعث والتحريك نحو الفعل أو الكف عنه، وهو ممتنع الحصول في صورة الجهل والنسيان المفروضين في الأمثلة المذكورة بالضرورة، فيلغى (1) النهي، فيجب انتفاؤه، والمفروض ثبوته، فيكشف عن أنه ليس إلا لمفسدة في نفس الفعل، فيعود المحذور.
ثم إنا وإن بنينا على أن النهي الواقعي ما لم ينجز على المكلف - بمعنى عدم فعليته بالنسبة إليه - لم يكن مانعا من الصحة والإجزاء إلا أن مجرد عدم فعليته لا يكفي فيها، ضرورة عدم كفاية عدم المانع بمجرده لوجود شيء وتحققه، بل لا بد معه من إحراز المقتضي له أيضا، وهو في المعاملات اشتمال الفعل المأتي به على ما اشتمل عليه سائر أفراد الطبيعة المأمور بها وتساويه لها من تلك الجهة، فإن مجرد ذلك كاف في الصحة المرادفة للإجزاء في الأمور المعاملية بلا شك وريب.
وأما في العبادات ففي الاكتفاء به في تحقق الإجزاء إشكال، بل منع، فإن الصحة المرادفة للإجزاء فيها إنما هي تستتبع انعقاد الفعل عبادة، ضرورة أن الغرض منها ذلك، ومن المعلوم أن صحة الماهية (2) - وهي اشتمال الفرد المأتي به على تمام المصلحة (3) التي اشتملت عليها الطبيعة المأمور بها من حيث هي وتساويها سائر (4) الأفراد من هذه الجهة - لا تستلزم وقوع ذلك الفرد عبادة حتى

(1) لغا يلغى: أخطأ، ولغا يلغو: بطل.
(2) في الأصل: (الصحة الماهية)، والأنسب: الصحة الماهوية..
(3) وبعبارة أخرى عدم نقصان في ذلك الفرد من حيث كونه فردا للطبيعة المأمور بها بمعنى تحققها فيه على نحو تحققها في سائر أفرادها. لمحرره عفا عنه.
(4) في الأصل: لسائر..
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اجتماع الأمر والنهي 5
2 مسألة دلالة النهي على الفساد 69
3 في المفاهيم 135
4 في تداخل الأسباب 197
5 [في القطع] 221
6 في المراد من المكلف في عبارة الشيخ (ره) 221
7 في وجه حصر مجرى الأصول 227
8 في بيان المراد من الحجة في باب الأدلة الشرعية 235
9 في القطع الموضوعي والطريقي 247
10 في تصوير وجوه مخالفة القطع 271
11 في حكم التجري 273
12 في وجه قبح التجري 281
13 محاكمة الأخباري في عدم اعتماده على بعض أقسام القطع 301
14 في قطع القطاع 307
15 في أن المعلوم إجمالا كالمعلوم تفصيلا 312
16 في كفاية الموافقة الإجمالية وعدمها 313
17 في كفاية الموافقة الإجمالية في العبادات وعدمها 322
18 في لزوم مراعاة مراتب الامتثال 346
19 في إمكان التعبد بالظن وعدمه 351
20 في وجوه استحالة التعبد بالظن وأجوبتها 353
21 في تصوير مصلحة السلوك وغيره في حل الإشكال 359
22 في تصوير الإشكال من ناحية المكلف والمكلف والجواب عنه 363
23 في تصوير الانحلال في التعبد بالظن على مسلك السلوك 366
24 في أن الأمر بالسلوك مولوي أو إرشادي 367
25 في آثار الالتزام بمسلك السلوك 369
26 في وقوع التعبد بالظن 377