تقريرات آية الله المجدد الشيرازي - المولى علي الروزدري - ج ٣ - الصفحة ١٢٨
ذلك الأمر، ولا محذور في شيء منهما من المحاذير المتقدمة ولا من غيرها مما يتصور مانعا من الاجتماع.
والذي مر - في الأمر والنهي النفسيين - من أن تعليق أحدهما على عصيان الآخر آئل إلى طلب الحاصل غير جار في هاتين الصورتين، فإن معنى تعليق الطلب النفسي على عصيان الغيري إنما هو تعليقه على عصيان ذلك الغير الذي هو واجب نفسي أو حرام كذلك، فإن عصيان الطلب الغيري إنما هو حقيقته مخالفة ذلك الغير، فعلى هذا يغاير ذلك الطلب النفسي المعلق لمورد ما علق هو على عصيانه، فلا يتحد تقدير عصيانه مع تقدير حصول متعلق ذلك المعلق.
فمن هنا ظهر وجه اختصاص النهي الغيري بالتوجيه، لعدم اقتضائه للفساد.
ثم إن تصوير مورد هاتين الصورتين بأن يفرض واجب وحرام نفسيان مزاحمان مع عدم قدرة المكلف على الجمع بين امتثالهما، ويدور أمره بين فعل الواجب أو ترك الحرام مع فرض أحدهما أهم من الآخر حينئذ، فينشأ من ذلك الأهم طلب غيري إلى فعل الآخر إن كان ذلك الأهم هو الحرام، أو إلى ترك الآخر إن كان هو الواجب، والمنجز على الإطلاق في الموردين هو التكليف بالأهم، وأما غيره فتوجيه اجتماعه معه إنما هو بالتعليق المتقدم ذكره بأن يكون حاصل المراد منه أنه لو عصى الأهم ليس معذورا في عصيان غيره، بل يلزمه على تقدير عصيان الأهم الإتيان بغيره ولا يجوز الإخلال به - أيضا - وهذان الطلبان متوجهان على هذا النحو نحو المكلف في آن واحد، ولا مانع منه كما عرفت.
نعم قد يتأتى فيه الإشكال من جهة تعليق الأمر بغير الأهم على العصيان المتأخر عنه مع فرض وجوده قبله، لكنا قد بينا في مطاوي مسألة مقدمة الواجب جواز التعليق على الشرط المتأخر، فراجع، إذ لا مجال لنا الآن لإعادة ما ذكرنا ثمة.
ثم إنه يظهر الحال في الأمر والنهي الغيريين بملاحظة ما حققنا في الصور
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اجتماع الأمر والنهي 5
2 مسألة دلالة النهي على الفساد 69
3 في المفاهيم 135
4 في تداخل الأسباب 197
5 [في القطع] 221
6 في المراد من المكلف في عبارة الشيخ (ره) 221
7 في وجه حصر مجرى الأصول 227
8 في بيان المراد من الحجة في باب الأدلة الشرعية 235
9 في القطع الموضوعي والطريقي 247
10 في تصوير وجوه مخالفة القطع 271
11 في حكم التجري 273
12 في وجه قبح التجري 281
13 محاكمة الأخباري في عدم اعتماده على بعض أقسام القطع 301
14 في قطع القطاع 307
15 في أن المعلوم إجمالا كالمعلوم تفصيلا 312
16 في كفاية الموافقة الإجمالية وعدمها 313
17 في كفاية الموافقة الإجمالية في العبادات وعدمها 322
18 في لزوم مراعاة مراتب الامتثال 346
19 في إمكان التعبد بالظن وعدمه 351
20 في وجوه استحالة التعبد بالظن وأجوبتها 353
21 في تصوير مصلحة السلوك وغيره في حل الإشكال 359
22 في تصوير الإشكال من ناحية المكلف والمكلف والجواب عنه 363
23 في تصوير الانحلال في التعبد بالظن على مسلك السلوك 366
24 في أن الأمر بالسلوك مولوي أو إرشادي 367
25 في آثار الالتزام بمسلك السلوك 369
26 في وقوع التعبد بالظن 377